لأكثر من خمسة عقود تولى سيدي خادم الحرمين الشريفين إمارة الرياض أشرف خلالها من بلدة متوسطة إلى إحدى أكبر وأحدث مدن العالم، بجهد دؤوب لا يعرف الكلل والملل لتظهر علائم ذلك في مشروعات عملاقة أسست بنية تحتية راسخة من طرق ومرافق خدمية ومراكز تعليمية تباري أكبر مراكز التحصيل العلمي في العالم إلى مستشفيات ومراكز أبحاث تساهم بتقدم العلم والمعرفة. وإذا كانت مشاغل خادم الحرمين الشريفين بتطوير مدينة الرياض والسهر على إتمام رؤيته المستقبلية لها قد استأثرت بغالب وقته إلا أنه لم يغفل عن الجانب الإنساني الذي تعيشه فئة من الناس لها ظروفها الخاصة، إذ حرص على متابعة تطوير المشروعات الخيرية القائمة ودعمها والحرص على تطوير اتساع خدماتها، بل ساهم وباهتمام لإنشاء مراكز خدمية صحية تعنى بالحفاظ على قيمة الإنسان، فدعم مراكز الأطفال المعوقين مع حرصه الدائم على تشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة. ومراكز الأطفال الأيتام يمسح بيد حانية بعضاً من آلام يتمهم. ومن ناحية أخرى، يواصل خادم الحرمين الشريفين حمل راية الحزم والعزم والعمل الدؤوب المتواصل بحنكة وإخلاص واقتدار، شملت كافة الجوانب الإنسانية والإدارية والثقافية إضافة إلى الرؤية المتبصرة المحيطة بالأحداث السياسية المحلية والإقليمية والعالمية متعاملاً مع كل ذلك ببصيرة خارقة لتطور الأمور لما قد يكون بعد الحدث. مع متابعة دقيقة لشؤون الداخل وحرصه الدائم دون كلل والاستماع لمشكلات الناس صغيرهم قبل كبيرهم، وتوجيه من يهمهم الأمر لدراسة كل شكوى أو مظلمة. كل ذلك بتوقيت دقيق لا تفريط فيه، فالوقت عنده أولوية حضارية مهمة جداً، وهذا وجه آخر للحزم لا يمارسه إلاّ من عظمت في نفسه قيم العمل والإنتاجية وصالح العباد والبلاد. هذا غيض من فيض ولمحة صغيرة عن سيرة من أحب، والذي يمثل لنا قيمة عظيمة كقائد وحكيم للعرب. أسأل الله الكريم لخادم الحرمين الشريفين طول العمر والسعادة وتحقيق كل ما يصبو إليه لخدمة مملكتنا الغالية وخدمة الحرمين الشريفين قبلة المسلمين التي تهفو إليها قلوبهم، وأن يديم على الشعب السعودي الكريم قيادته الفذة، ويحفظها ويوفقها في جميع شؤونها.