لعل عملية التخطيط وما يتبعها من مؤشرات الأداء حتى الوصول إلى الإنجاز من أهم ثمار رؤية المملكة 2030 والتي من وحيها تستمد أجهزة الدولة كافة عملها بروح من التحدي والمسؤولية لتحقيق تلك الرؤية المباركة، وحيث إن التعليم وتطويره قد حظي ببالغ الاهتمام في تلك الرؤية؛ فإن من واجبنا أن نتكاتف جميعاً في سبيل الوصول للأهداف المنشودة. من هذا المنطلق أردنا أن نلقي الضوء على جانب غاية في الأهمية يتعلق بالمدارس الحكومية والأهلية ومستقبل عملها في ظل جائحة كورونا، ما يستدعي البحث في سبل ووسائل تكيف عملها من حيث الخطط المستقبلية والاحتياجات البشرية ذلك من جهة، ومن جهة أخرى الأعباء المالية والمادية واللوجستية اللازمة لاستمرار العمل ومسيرة التعليم في بلادنا الغالية مع المحافظة على صحة وسلامة الطلاب والهيئات التعليمية والإدارية في ظل جائحة كورونا. لا شك أن قيادات وزارة التعليم وعلى رأسها معالي وزير التعليم لا يغيب عنها هذا الأمر، غير أن مقترحاتنا قد تكون عاملاً إيجابياً ورافداً للأفكار المتداولة في الأوساط ذات الصلة، ولعل التعلم المدمج هو أحد أفضل البدائل الممكنة للتطبيق في ظل جائحة كورونا، والذي يعرف بأنه: "التعلم الذي يمزج بين خصائص كل من التعلم الصفي التقليدي والتعلم عبر الإنترنت في نموذج متكامل، يستفيد من أقصى التقنيات المتاحة لكل منهما" ويمكن تطبيقه عملياً وفق التصور التالي: أولاً: تقسيم الطلاب في كل مدرسة إلى مجموعتين، تدرس الأولى يومي الأحد والاثنين، وتدرس الثانية يومي الأربعاء والخميس، ويكون يوم الثلاثاء مخصصاً لإعادة تهيئة المدرسة بشكل تام للمجموعة الثانية (التعقيم، تنظيم الفصول، المقاعد التباعد...) ذلك في حال سماح الظروف بافتتاح المدارس والتحاق الطلاب بها. ثانياً: إفساح المجال للمدارس بضغط الخطط والمناهج الدراسية عند حضور الطلاب بواقع 50 % على أن تقدم النسبة المتبقية من المناهج وهي 50 % من خلال الدراسة عن بعد؛ بهدف تقليص الكادر وضغط النفقات. ثالثاً: اتخاذ إجراءات لتنظيم المقاعد الدراسية في الفصل الواحد لضمان التباعد الاجتماعي بحيث لا يزيد عدد الطلاب في الفصل الواحد على 15 طالباً/ طالبةً مع تنفيذ وسائل الوقاية الأخرى ووسائل السلامة التي نصت عليها الجهات الصحية. رابعاً: إعادة النظر في الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة للعام الجديد بما يراعي الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأولياء الأمور بنسبة تخفيض محددة وخاصة في الفصل الدراسي الأول. تلك بعض المقترحات التي نأمل أن نساهم من خلالها في دفع مسيرة التعليم والتعلم وبدء العام الدراسي الجديد بخطط تلائم الظروف الحالية، والله من وراء القصد.