أكثر من ثلاثة أشهر ونحن في صراع وعراك مع أزمة كورونا, صراع نفسي أكثر ما يكون جسدياً, لكن خرجنا بكثير من الأمور, بل عرفنا أن هناك دائرة ومنظومة كشفت لنا الكثير من الحقائق, دائرة استمرت وما زالت, كشفت الأقنعة, ومقولة: (رب ضارة نافعة أتت بنفعها كثيراً). كانت الحياة قبل أزمة كورونا حراكاً مستمراً, لا يوجد نظام حياتي, الغالب فوضى عامة, عدم مبالاة بكثير من الأمور, بدأت الأزمة والسكون على الكرة الأرضية, لدينا كثير من الأشياء التي كان المواطن يطالب بتعديلها والنظر في شأنها, العمالة والتنظيم والمحال التجارية, حتى رب الأسرة (الغالب) لم يكن مراعياً ومهتماً كثيراً بأسرته حتى أتت الأزمة، وأصبح ملاصقاً لأسرته مع وجود الحظر سواء الجزئي أو الكامل, الاقتصاد أخذ نصيباً أكبر من التدني على مستوى الكثير من الدول في العالم, حياة أخرى جديدة مختلفة حالياً تختلف قبل الأزمة, كورونا مفتش من جهة، ومعلم من جهة أخرى, منظومة تفتيش حلت علينا منذ ثلاثة أشهر كشفت لنا الكثير, سوء التنظيم, الإهمال, قد يكون عملاً عشوائياً, العمالة عقود من الزمن (يسرحون ويمرحون), عمالة سائبة في الطرقات والمدن. كفلاء يفكرون بالكسب المادي الشهري، وهم ينثرون مئات بل آلاف من العمالة, أحياء سكنية عشوائية وقديمة, تكتظ بالعمالة من كل الجنسيات, سرقات وفساد, محلات تجارية تشرع أبوابها (مطام ومقاهٍ)، الرقابة اليومية عليها ضعيفة, تسمم وسوء نظافة, ورش صناعية تتكدس بالمتخلفين من العمالة, إقامات بحوزتهم, لكن المهنة تختلف عن ما يقوم به العامل, سائق تجده ميكانيكياً, عامل نظافة يعمل في محل سباكة وهكذا, محلات تشرع أبوابها من الصباح حتى منتصف الليل, جودة البضائع نجدها مغشوشة' والرقابة عليها ضعيفة, سلع مغشوشة, الآن تلاحظ عزيزي القارئ, جولات مشددة من قبل حماية المستهلك ووزارة التجارة, جولات يومية على المطاعم والمرافق, جولات من قبل الأجهزة المعنية داخل الأحياء السكنية، (الشعبية) , وجود رجال الأمن داخل الطرقات ونقاط التفتيش,المراكز الصحبة ومنظومة الصحة بأكملها، (نعم الصحة لدينا بذلت قصارى جهدها مع الدعم الحكومي من دولتنا حفظها الله، وسخرت جميع الأمكانات لراحة المواطن في ظل هذه الأزمة) لكن هناك ملاحظات كثيرة عانى منها المواطن قبل الأزمة من أزمة الأسرة وأزمة غلاء أسعار الأدوية والكشفيات في المستشفيات الخاصة. ثلاثة أشهر لم يعان المواطن كثيراً من أزمة مالية, والغالب منهم, والسبب قلة الصرف ما عدا الصرف على الأشياء الضرورية, الكماليات والصرف في غير محله غاب لمدة ثلاثة أشهر, قبل الأزمة كانت هناك مصروفات من كماليات عانى منها المواطن كثيراً والسبب (التنافس الأجتماعي), والنظرة ما تتناقله الأجهزة الحديثة، ببرامجها خصوصاً (السناب شات) حياة فوضى وهدر مالي من المواطن, الوقت وقضاء معظم أيام الأسبوع من قبل بعض أرباب الأسر وتواجدهم خارج المنزل, وعدم متابعة مايدور داخل المنزل ومراقبة الأبناء والحوار معهم, كثير من الأبناء فرحوا كثيراً بتواجد آبائهم في المنازل (شعور أسري) بعد ما كان وجودهم نادراً, نحن قبل أزمة كورونا في فلك وحراك, الآن تغيرت الحياة, الأهم ما الذي استفدنا من هذه الأزمة؟ وكيف ستكون حياة الشخص مستقبلاً, وهل استفدنا من الدروس ووضعنا في السابق؟ الحياة دروس, والدرس حل, الآن علينا أن نكون أكثر وعياً وانضباطاً واهتماماً.