قدم رئيس الهلال فهد بن نافل درساً جديداً في التعامل المثالي والعمل بمبدأ التنافس الشريف مع المنافسين عندما قطع الطريق على السماسرة وأفشل مخططهم الذي يهدف للضرر بنادي الاتحاد من خلال إقناع المهاجم البرازيلي رومارينيو بفسخ عقده بعد تأخر رواتبه أكثر من شهرين وتقديم شكوى على إدارة الاتحاد والدخول في مفاوضات مع الهلال بعقد جديد يستفيد منه اللاعب والوسيط ويخسر من خلاله الاتحاد. الرئيس الهلالي لم يتحدث للإعلام ولم يوجه مركز ناديه الإعلامي بإصدار بيان في الواقعة بحثاً عن مصلحته وحباً في الأضواء والشهرة والهياط، وهو يدرك قبل موقفه الرائع أن من حق ناديه الدخول في المفاوضات التي تبدو طبيعية جداً في زمن الاحتراف خصوصاً وأن اللاعب قد فسخ عقده وبات لاعباً حراً، ولكن ابن نافل بأخلاقه العالية وتحلية بثقافة وبفروسية الهلاليين رفض الدخول وقدم مصلحة "العميد" الذي سيخسر لاعباً مهماً في المرحلة الحاسمة من الدوري، والجميل أن الخبر لم يأتِ من ابن نافل أو ناديه بل كان مصدره الساحل الغربي حيث مقر "العميد" عندما ثمن الاتحاديون هذه المبادرة وأعلنوها من طرفهم وسط صمت هلالي كان فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب إعلامية، ثبت أن رئيس الهلال لا يبحث عنها وليست من سياسة عمله بل وليس في حاجتها وهو يترأس نادياً عالمياً بحجم الهلال. وهو يؤكد بهذه الفروسية أن التنافس بين أندية الوطن لابد أن يكون داخل الملعب فقط، وان جميع الأندية لابد أن تتصدى لأسلوب السماسرة، وتقف أمامه بكل حزم فكثير من مشكلات الأندية مع محترفيها الأجانب والمحليين سببها الرئيس والمباشر هم السماسرة الذين يسعون لجمع المال فقط، دون النظر لمصلحة اللاعب والنادي فكل عقد سيأخذ نصيبه. ابن نافل بهذه المبادرة الرائعة التي لاقت استحسان الجميع جاء ليؤكد المعدن الأصيل للأمة الهلالية التي لم يسجل التاريخ الرياضي دخول أحد مسيري كبير آسيا على الخط في المفاوضات أو الدخول في صفقات مشبوهة مع الأندية السعودية أو تهريب لاعبين عبر النوافذ أو محاصرتهم في منازلهم بطريقة تجعلهم يبحثون عن مخارج، بل وصل الأمر إلى تنازلهم عن حقوقهم المشروعة في كثير من الصفقات، إذ كان التنازل في مصلحة الطرف الآخر، وهذا هو ديدن الهلاليين وسر من أسرار نجاحهم المستمر وعلاقتهم الدائمة مع منصات التتويج، فشعارهم دائماً هو "حسن النوايا.. يجلب الإنجازات". شكراً لرئيس الهلال الذهبي الشاب فهد بن نافل الذي يؤسس للفكر "الأزرق" في الاستثمار والخصخصة والدخول في عالم أندية المال والفكر الاحترافي المتقدم، حتى يوصل ابن الوطن البار هلال الوطن لحضوره المشرف الطاغي في المحافل الآسيوية والعالمية، ويجلب المزيد من الإنجازات والأرقام القياسية. شكراً للرئيس على الوقفة التاريخية مع "العميد" الضلع الآخر لمنجزات الوطن في هذه الظروف القاسية.