مبادرة وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وتوجيهه بطباعة كتاب (لباب الأفكار في غرائب الأشعار) للراوي الشعبي محمد بن عبدالرحمن بن يحيى (ت 1414ه)، تفاعلاً مع حديث الراوي القدير محمد الشرهان في برنامج (الليوان) للإعلامي المميز عبدالله المديفر، مبادرة رائعة ومشكورة لا تستغرب من وزارة الثقافة التي شملت مبادراتها دعم المبدعين في مجالات متنوعة من بينها الأدب الشعبي، ورأينا اهتمام الوزارة بدعم الأدب الشعبي قبل ذلك بإطلاق (مسابقة الفلكلور الشعبي)، المسابقة التي حرصت وزارة الثقافة على أن يكون لها دور في إحياء فنون شعبية مميزة هي: الموسيقى الشعبية، والرقص الشعبي، والحكايات والأساطير الشعبية. هذه المبادرات من وزارة الثقافة ومن معالي الوزير تؤكد على مدى الوعي بقيمة التراث الشعبي وأهميته التي لا تقل عن أهمية الفنون والآداب التي كانت الوزارة تركز عليها الاهتمام في السابق. كذلك يلحظ المتابع أن هناك بعض الجهات الثقافية والإعلامية التي ما زالت تؤدي دوراً مميزاً في حفظ التراث الشعبي وفي دعم المبدعين من الشعراء والباحثين بنشر إنتاجهم، وكذلك بإقامة المسابقات والمهرجانات التي تُعنى بالشعر وبالموروث الشعبي، إلى جانب دعم الإصدارات التي تختص بفنون شعبية ولدت في الماضي وما زال بعضها يقاوم الاندثار. إضافة إلى دور الجهات الثقافية والإعلامية يلفت النظر وجود فئة من الباحثين والمهتمين المخلصين الذين ما زالوا يواصلون ركضهم في ميدان الأدب الشعبي بالكتابة والنشر ورصد كل جديد، ففي مطلع العام الميلادي 2020 نشر الشاعر عبدالعزيز الفدغوش في منتديات الشموخ الإلكترونية نتيجة استبيان التميز للأدب الشعبي في الخليج للعام 2019م، والمطلع على نتيجة الاستبيان، الذي أشار إلى أنه أشرف عليه عدد من النقاد والشعراء واستطلع آراء خمسة آلاف مشارك من دول الخليج، يتفاجأ بوجود عدد غير قليل من الصفحات والمجلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمهرجانات التي تهتم بالأدب الشعبي في الخليج، على الرغم مما يقال عن تراجع الاهتمام به في السنوات الأخيرة مع ثورة وسائل التواصل، ومن المبهج أن تأتي جريدة «الرياض» ممثلة في صفحة (خزامى الصحارى) أولاً في صدارة الصحف الخليجية المهتمة بالأدب الشعبي، وأن تأتي صفحات (مجلة اليمامة) في صدارة المجلات الأسبوعية، ومن الجيد أيضاً أن نتائج الاستبيان تشير إلى صدور العديد من الدراسات والمؤلفات النقدية الجادة والمميزة التي تتناول جوانب مختلفة من الأدب الشعبي. أعود لمبادرة وزير الثقافة بطباعة مخطوطة ابن يحيى (لباب الأفكار في غرائب الأشعار) وأنبّه إلى أهمية اتجاه وزارة الثقافة لدعم جهود الباحثين القادرين على التعامل مع مخطوطات التراث الشعبي القديم وعلى إنقاذها من الضياع، ومن بينهم، على سبيل المثال، سعد الصويان وقاسم الرويس وفايز البدراني وإبراهيم الخالدي وسليمان الحديثي وسعد الحافي، وأضعف الإيمان هو تكريم هؤلاء الباحثين وغيرهم ممن خدموا الأدب الشعبي في وطننا الغالي لعقود من الزمن، أما الجهات الإعلامية فنرجو أن يكون لها مستقبلاً دور أكبر من نشر الصفحات التي تُعنى بالأدب الشعبي، وأن تبادر إلى طباعة دواوين الشعراء الشعبيين المبدعين سواء من الأحياء أو من الراحلين، لاسيما أن أغلب تلك الجهات تمتلك خبرة جيّدة في إصدار الكتب، ولا أبالغ إذا قلت إن طباعة ديوان شعر مميز سيكون أكثر جدوى من طباعة مؤلفات ذات شعبية ومبيعات أقل مقارنة بالشعر الشعبي. اليحيى محمد الشرهان عبدالعزيز الفدغوش قاسم الرويس سعد الحافي إبراهيم الخالدي سليمان الحديثي