بحفظ الله أولًا ثم بسبب الإجراءات السريعة جدًا والحازمة جدًا استطاعت المملكة العربية السعودية، أن تعبر بشعبها إلى بر الأمان، وأن تأخذه بعيدًا عن فيروس كورونا وتداعياته المرعبة. ففي الوقت الذي مرّ العالم كلّه بأوقاتٍ عصيبة ترنّح فيها اقتصادُه وفقد كثيرًا من الناس مصادر رزقهم حينما أصاب الشللُ الأسواقَ، وارتبكت كثير من الدول (المتقدمة)، وحارت في تعاملها مع المصيبة والمصابين.. وتفشى فيها المرض ليصل إلى أعدادٍ هائلة.. تبقى المملكة بقيادتها وشعبها متفردةً راسخةً في تعاملها المُعجِبِ مع الأزمات.. فالتجاوب السريع والنهج الحازم الذي اتخذته المملكة في التصدي لهذه الجائحة، وتسخيرها المالَ والرجالَ من أجل التدابير الأمنية والطبية والاقتصادية لتفادي آثارها بدأت نتائجه المفرحة تظهر تباعًا.. فبعد حظر التجول الذي طُبق بنجاح وأثبت فاعليته في منع انتشار فيروس كورونا بين الناس، ها هي الغُمّةُ تنجلي شيئًا فشيئًا.. فالمساجد شَرَعَت في استقبال المصلين، والأسواقُ فتحت أبوابها للمتبضعين، والحياة بدأت في العودة إلى ما كانت عليه وفق ضوابط محددة امتدادًا للإجراءات الاحترازية الكفيلة - بإذن الله - بالخروج - نهائيًا - من أزمة كورونا بأقلِّ القليل من الضرر. حظرُ التجول وجعلُه في أضيق نطاق وفي حال الضرورة القصوى تعامل معه المواطن باحترام بالغ والتزامٍ تام، وطبّقتهُ السلطات بحزمٍ خوفًا على سلامة المواطنين ومرونةٍ عالية مراعاةً للحالات الإنسانية وظروفها الصعبة.. هذه الثقة المتبادلة بين المواطن اليقظان وقيادته الحصيفة هي من عجّلت - بعد الله - بالفرَج وتجاوز المرحلة الأخطر في أزمة كورونا، التي توقف بسببها كلُّ شيء إلا مصالح المواطنين.