على خطى الدوري الألماني لكرة القدم الذي استأنف نشاطه في منتصف مايو بعد توقف لقرابة شهرين، بدأت أوروبا باستعادة لعبتها المفضلة تدريجيا وحتى بحضور الجمهور في بعض الأماكن. من تتويج في صربيا، إلى مشجعين من البلاستيك في بولندا وآخرين افتراضيين في الدنمارك وشاشات في الهواء الطلق في تشيكيا. عودة الجماهير في المجر وقرار مشابه في روسيا عاد المشجعون في المجر إلى ملاعب كرة القدم مع استئناف الدوري المحلي نشاطه في نهاية الأسبوع، لتصبح الدولة الأولى في أوروبا تتيح حضور الجمهور. وأعلن الاتحاد المجري للعبة أنه سيسمح بحضور الجماهير إلى الملاعب للمرة الأولى منذ مارس الفائت، شرط إبقاء صف فارغ بين المشجعين، وأن تبقى ثلاثة مقاعد شاغرة بين كل شخص وآخر. وباتت المجر أول دولة في القارة العجوز تتيح دخول المشجعين، علما بأن دولا أوروبية أخرى تعتزم القيام بذلك مع استئناف نشاطها الشهر المقبل. وأجازت الحكومة البولندية فتح المدرجات نسبيا أمام المشجعين اعتبارا من 19 يونيو، موضحة أن عددهم الأقصى سيكون ما نسبته 25 بالمئة من الطاقة الاستيعابية للمدرجات. وفي روسيا، أعلنت السلطات الروسية أن عودة منافسات دوري كرة القدم المقررة في 21 يونيو، ستترافق مع السماح بحضور عدد محدود من المشجعين في مدرجات الملعب يصل إلى حدود 10 بالمئة من قدرة الاستيعاب. وأشار الاتحاد الروسي للعبة في بيان نشر عبر المنصة الخاصة بأخبار فيروس كورونا المستجد في البلاد، إلى أن «هذا العدد من المشجعين يعد آمنا في حال تم الالتزام بكل إجراءات السلامة (الصحية)». بولندا بمشجعين من البلاستيك ستسير بولندا على خطى المجر أيضا مع السماح بعودة المشجعين إلى الملاعب اعتبارا من 19 يونيو لكن مع تحديد عدد الحضور بربع سعة الملعب. وحتى حينها، استأنف الدوري نشاطه خلف أبواب موصدة ما اضطر المشجعين البولنديين المعروفين بصخبهم إلى التأقلم مع الواقع الجديد. ومن أجل مؤازرة فريقهم، قام مشجعو بوغون شتشيتين بتوزيع حراس شرف حاملين مشاعل كل 10 أمتار على الطريق المؤدي إلى الملعب، فيما اعتمد ليشيا غدانسك على بعض الدعم الخاص ضد أركا غدينيا، مع طباعة صور نحو 200 مشجع على خلفيات بلاستيكية ووزعوها في المدرجات. شاشات الهواء الطلق في تشيكيا شهدت نهاية الأسبوع الثاني بعد العودة في تشيكيا فوزا استعراضيا لسلافيا براغ حامل اللقب والمتصدر على يابلونتس 5 - صفر أمام مدرجات خالية. لكن المدرجات لم تكن خالية بالكامل، بل وزع النادي ألف صورة بلاستيكية للاعبين في المدرجات، كما منح المشجعين فرصة وضع صورهم أيضا مقابل 500 كورونا تقريبا (19 يورو)، على أن يعود نصف هذا المبلغ إلى فرق الشباب في سلافيا براغ. ونجح قرابة 500 ألف مشجع من «التواجد» في المباراة بفضل هذا الأمر. ولإحياء الأجواء المهيبة، بث سبارتا براغ وفيكتوريا بلزن أغانيهما التشجيعية في الملعب، وحتى أنهما خرجا خلال المواجهة بينهما، بفكرة مميزة سمحت لمشجعيهما في براغ وبلزن بمتابعة المواجهة التي انتهت لصالح بلزن 2-1، من سياراتهم عبر شاشات عملاقة في الهواء الطلق. تتويج صامت للنجم الأحمر في صربيا على رغم سمعتهم وانتزاعهم للقب الذي أصبح الأول في أوروبا منذ استئناف المنافسات، كان مشجعو النجم الأحمر الصاخبون عادة صامتين حين عاود الدوري نشاطه خلف أبواب موصدة. واستضاف راد بلغراد غريمه في المدينة النجم الأحمر في أبرز مواجهة، وكان الفوز من نصيب الضيوف بخماسية نظيفة، ما سمح لهم بحسم لقبهم الحادي والثلاثين. مشجعون افتراضيون في الدنمارك بعد توقف دام نحو ثلاثة أشهر، عاود الدوري الدنماركي نشاطه بمباراة انتهت بالتعادل 1-1 بين أي جي أف آرهوس وضيفه راندرز خلف أبواب موصدة. وعشية المباراة، دعا أي جي أف من يرغب من مشجعيه بتوزيع اللافتات والأعلام وغيرها من قصاصات الورق المقوى في أرجاء المدرجات من أجل تعويض غيابهم جسديا عن المواجهة، إلا أن الأجواء كانت رغم ذلك بعيدة كل البعد عن الأجواء المعتادة لمواجهة كروية بين منافسين من غوتلاند.