بفتح الاقتصاد تدريجياً وعودة الحياة الطبيعية للمملكة قبل ظهور جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) منذ حوالي خمسة أشهر، ستعود البهجة للحياة وتزول الغمة الصحية العالمية عن المملكة وبقية دول العالم تدريجياً بإذن الله تعالى عاجلاً لا آجلاً. إن القرار الجريء الذي اتخذته حكومة المملكة العربية السعودية، بناءً على ما رفعته لها الجهات الصحية المختصة بشأن الإجراءات التي اتخذت في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وإمكانية تغيير أوقات منع التجول الجزئي وعودة بعض النشاطات التجارية والاقتصادية، والذي بمقتضاه، سيتم التخفيف من منع التجول في جميع مدن ومناطق المملكة فيما عدا مدينة مكةالمكرمة وذلك بتغيير أوقات السماح بالتجول على عدة مراحل تبدأ من اليوم الخميس. ومن بين إجراءات التخفيف كذلك، السماح بالتنقل بين المناطق والمدن في المملكة بالسيارة الخاصة أثناء فترة عدم منع التجول، إضافة إلى استمرار عمل الأنشطة المستثناة في القرارات السابقة؛ سيتم السماح بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية الأخرى وممارستها لأعمالها، بما في ذلك السماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في مساجد المملكة، فيما عدا المساجد في مدينة مكةالمكرمة، ورفع تعليق الحضور للوزارات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص، والعودة لممارسة أنشطتها المكتبية، كما وسيتم رفع تعليق الرحلات الجوية الداخلية ورفع تعليق السفر بين المناطق بوسائل المواصلات المختلفة. إن تخفيف إجراءات منع التجول وكذلك التخفيف من تقييد الحركة التجارية والأنشطة الاقتصادية في البلاد، لم ينسِ الدولة أو يغفلها دورها الريادي الذي شهد له القاصي والداني، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية في التعامل مع فيروس كورونا للحيلولة دون انتشاره في المملكة، حيث قد نبهت خلال البيان الصادر عنها في كل إجراء يتضمن تخفيفاً للقيود بضرورة التقيد الحرفي والتام بإجراءات الوقاية والسلامة الصحية كل فيما يخصه بالتنسيق مع وزارة الصحة، لتضمن بذلك وتكفل سلامة الصحة العامة وسلامة المواطنين والمقيمين على حد سواء. وبرأيي لأن تنجح جهود الدولة في هذا التخفيف والتقييد من الإجراءات وتأتي بثمارها وبأكلها، يتطلب منا كمواطنين ومقيمين في المملكة، أن نتعاون مع السلطات المعنية بالأمر بتنفيذ والتقيد بإجراءات السلامة الصحية والتدابير الوقائية حرفياً، التي من بينها على سبيل المثال لا الحصر، الابتعاد عن التجمعات، والاهتمام بالنظافة الشخصية وترك مسافات كافية بين بعضنا البعض لضمان تحقيق مطلب التباعد الجسدي، وبهذا أضم صوتي لصوت المصدر المسؤول بحث المواطنين والمقيمين وأرباب الأعمال على استشعار المسؤولية، والتقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، والالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة. وبهذا سوف تُكمل المملكة مسيرتها المباركة والناجحة في مكافحة ذلك الفيروس الشرس، وتحتل بذلك مرتبة عالمية متقدمة في مكافحته وفي تسجيل أقل حالات إصابة ووفيات على مستوى العالم نسبة لعدد السكان.