قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي - في خطبة الجمعة - : قد يصاب المسلم بشيء من البلاء والوباء في نفسه أو أهله , فإذا حمد الله واحتسب المصيبة , وآمن بالقضاء والقدر , أعظم الله له الأجر وعوضه خيرا , وكتب له الرحمة والمغفرة والهداية , قال تعالى : " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " , يأتي هذا في سياق الوباء الذي أسكن المتحرك وحرك الساكن , وجعل القلوب واجفة والأبصار حادقة مما ترى من أجساد تتهاوى وإصابات تتوالى. وأضاف : في ظل هذا الضنك الشديد يقبل لطف الله الخفي وتغمرنا سحائب رحمته , فيحفظ العباد من وباء يفتك , ويحصن البلاد من مرض مهلك , ويرفع الغمة عن الأمة , فكان أثره في البلاد يسيرا , ودفعه بفضل الرب ليس عسيرا , هذا الفرج الكبير سيجعل عيدنا الذي سيفد إلينا عما قريب من أجمل الأعياد وأكثرها سرورا وحبورا , فاللباس الجديد في هذا العيد هو لباس التقوى والصحة , والمركب الوثير هو الأمن والأمان , والنزهة والفسحة هي استنشاق عبق الهواء النقي من الوباء , والفرحة باجتماع الأسرة والأقارب والجيران هي أن تسمع أنهم في العافية يتقلبون وفي الصحة يتنعمون , وهل بعد هذه المغانم من مطالب ؟ , سيروا في الأرض وانظروا كيف كان حال الآخرين ؟ لتعرفوا جمال الحال وجلال النعمة , وقدر اللطف , فما أعظمه من إله , وما أرحمه من خالق , وإن استحضار النعمة وشكر اللسان , وحمد القلب يستمطر مزيد رحمة ولطف , قال الله تعالى : " الله لطيف بعباده ". وقال : يختم المسلم عدة شهر رمضان شاكرا لله وفرحا وبلوغ التمام محتفيا عن الفطر بنعمة الله وفضله , فيخرج زكاة فطره طهرة للصائم من الرفث واللغو , وفرحة للفقراء , وتجب على المسلم وكل من يعول ومقدارها صاع من عامة قوت أهل البلد , ومع تعليق الصلاة في المساجد ومصليات العيد بسبب الجائحة , يشرع للمسلمين صلاة العيد في بيوتهم جماعة أو فرادى ويبدأ التكبير من غروب شمس ليلة العيد وإذا صلاها في البيت فإنه ينقطع التكبير مع شروعه في الصلاة , وتصلى على صفتها ركعتين بدون خطبة , يكبر في الأولى تكبيرة الإحرام ثم يكبر بعدها ست تكبيرة زوائد , وفي الركعة الثانية يقوم مكبرا تكبيرة الانتقال ثم يكبر بعدها خمس تكبيرات زوائد , ويدخل وقت صلاة العيد بعد شروق الشمس وطلوعها بمقدار ثلث ساعة تقريبا , ويستمر وقتها حتى انتهاء وقت صلاة الضحى أي قبل دخول وقت صلاة الظهر بثلث ساعة تقريبا.