أجزم إن المناصب المهمة والرفيعة التي حظي بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لم تأتِ من فراغ، إنما عكست رؤية ثاقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز في حسن اختيار القيادات الشابة التي تقود مستقبل البلاد، فسموه - حفظه الله - يمتلك من العلم والخبرة ما يؤهله للقيادة، يساعده على ذلك شخصيته المتزنة وما يختزنه من طاقة هائلة، وحماس كبير، ورغبة جامحة في خدمة الوطن والعمل على تقدم البلاد، وقد أثبت - حفظه الله - خلال فترة وجيزة أعقبت تعيينه وليا للعهد أنه أهل لهذه الثقة الغالية، بل إنه الأجدر والأكفأ، كونه أثبت إخلاصه للوطن وحبه للعمل، وإنه يدرس بعناية كل خطوة يخطوها ويوظف خبراته وذكاءه بشكل جيد، ولعل أكثر ما يميز الأمير محمد بن سلمان ونحن نعيش الذكرى الثالثة لتوليه ولاية العهد قراراته القوية المتأنية وتدخُّله في الوقت المناسب لحسم أية أزمة أو مشكلة.. وكافٍ أنه استطاع أن يغير في وقت قصير مراكز القوى الاستراتيجية والسياسية في المنطقة ليجعل المملكة العربية السعودية في المقدمة، ففي خلال شهور معدودات غيّر الأمير محمد بن سلمان خارطة القوة، وأصبح الجيش السعودي أكثر قوة، بتنويعه مصادر استيراد السلاح، بالإضافة إلى دعم الصناعات الحربية المحلية مثبتا أنه رجل المهام الصعبة، وأنه على قدر المسؤولية، والثقة التي أولاها إياه الملك سلمان، إذ استطاع وفي وقت وجيز تعزيز ودعم علاقات بلاده مع الدول العربية والأجنبية، مستهدفا تحقيق المصالح العليا للوطن. ومن الواضح أن في جعبة سموه الكثير، لذا سنكون على موعد -بإذن الله - مع خطوات جريئة أخرى وقرارات قادمة وإنجازات مقبلة في مسيرة البناء لهذه الأرض الطاهرة.. أسأل الله أن يحفظها ويحفظ قادتها وشعبها، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه. * مدير مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز الدولي بالقصيم