حفظت المخطوطات بين متونها شتى المعارف والآداب، وأسهمت جهود الوراقين تدويناً في سالف العصر في توثيق إرث الحضارات والشعوب، فشكلت هذه الأوعية قناة فكرية تربط بين الماضي والحاضر. وبالنظر لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل تاريخي وحضاري عالمياً، كونها أرض الكنوز الثقافية والحضارية، تزخر مؤسساتها الثقافية بآلاف المخطوطات الثمينة والنادرة. ويجسد صدور نظام التراث المخطوط الصادر بمرسوم ملكي كريم رقم (م/23) بتاريخ (24 /05/ 1422ه)، حرص المملكة على حماية هذا التراث، عبر التشريعات والأنظمة التي تمثل حلقة مهمة في استكمال بنية النظام الثقافي، والدور الجوهري الذي وقف خلفه داعم الثقافة والمثقفين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، بعد أن تقدم بمشروع النظام من منطلق مسؤوليته كمشرف عام على المكتبة. وتشهد حماية التراث المخطوط دعماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -. وتوجت مساعي مكتبة الملك فهد الوطنية طيلة الأعوام الماضية، بتصوير ما يقارب 73 ألف مخطوطة، بعد أن شرعت المكتبة بالمسح الميداني لنحو 90 ألف مخطوطة مفردة. كما تقتني المكتبة 6000 مخطوطة أصلية وتعد هذه المجموعات نادرة وثمينة. ومن بين المخطوطات النادرة والثمينة التي تقتنيها المكتبة، مصحف شريف كتب بالخط الكوفي من القرن الثالث الهجري وكتب على الجلد، وآخر كُتب بخط النسخ المجود تشير التقديرات إلى أنه يعود إلى القرن العاشر، إضافة إلى مؤلفات ووثائق نفيسة ضاربة في عمق التاريخ. وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الدول المالكة للتراث المخطوط في العالم الإسلامي، فيما يصف متخصصون في المخطوطات، ما تضمه المملكة ب"الكنوز التراثية والثقافية التي توثق الماضي وتربطه بالحاضر والمستقبل". وعدت رؤية المملكة 2030 الثقافة والتراث الوطني من أهم عناصرها الرئيسة، وتترجم موافقة مجلس الوزراء مؤخراً على تأسيس 11 هيئة ثقافية من بينها هيئة للمكتبات وهيئة للتراث، حرص القيادة على القطاعات الثقافية، فيما أعلنت وزارة الثقافة، عند تدشينها رؤيتها وتوجهاتها، أن التراث يأتي ضمن 16 قطاعاً ستتركز عليها جهودها وأنشطتها. مصحف شريف كُتب بخط النسخ المجود