تتواصل الأمور تأزمًا في أروقة نادي الاتحاد "عميد الأندية السعودية" وصاحب الأمجاد والبطولات والعقد الفريد من الإنجازات، ولكنه بات الآن أسير المشكلات الإدارية تارة والفنية تارة أخرى، وما زال مكبلًا في الفترة الأخيرة بكثير من القضايا المالية، وما يترتب عليها من قرارات أرهقت عشاق الاتحاد ومحبيه، وتشكل تهديدًا كبيرًا وصريحًا في مشواره الذي لم يكن يسير حسبما يريده ويرتضيه، ويأمل أن يراه المشجع الاتحادي، فالنمور لم تعد كالسابق في آخر مواسمه، ومما يزيد طين الاتحاد بلّة هي الأمور والإشكاليات المالية بسبب القضايا التي يرفعها لاعبوه الأجانب في الفيفا نظير تأخر تسلم مستحقاتهم المالية، ومما اضطر بعضهم إلى مغادرة أروقة "العميد" مثلما حدث مع قائد دفاع الاتحاد السابق المغربي مروان داكوستا، الذي امتنع عن إكمال مشواره بعدما تأخرت الإدارة عن تسديد مستحقاته، ما يمنحه حق فسخ عقده، ولم يكتفِ بذلك، بل رفع قضية لدى "الفيفا" ضد نادي الاتحاد مطالبًا إياه بتسديد ما تبقى من مستحقات له، ولم يقتصر الأمر على مروان داكوستا، بل هناك عديد من المطالبات أهمها القضية المرفوعة من المدرب الاتحادي السابق سلوبدان بيليتش، الذي قاد الفريق الاتحادي مباريات معدودة وأقيل بسبب تردي النتائج، وكذلك المهاجم الصربي بريجوفيتش، وحسب تصريحات الرئيس الاتحادي أنمار الحائلي مؤخرًا فإن ديون نادي الاتحاد تصل إلى قرابة 200 مليون ريال، وهو أمر مخيف حتمًا؛ كون نادي الاتحاد قد مر سابقًا بوضع مشابه وقضايا كانت نتيجتها أن مُنع من التسجيل، ولا ندري على ماذا ستستقر الأمور في هذه الفترة مع هذه المطالبات، فلو أخفق القائمون على النادي - لا سمح الله - في حلها، فإن عقوبات الفيفا ستكون أشد من السابق، ولكن نأمل أن توفق الإدارة الاتحادية في تخطي هذه المعضلة، وللحقيقة فإن الإدارة الحالية ليست سبب الديون والإشكالات المالية، فهي ترسبات من إدارات سابقة عملت وغادرت، ومشكلة المطالبات المالية للاعبين سواء كانوا محترفين أجانب أو محليين لم تعد تقتصر على ناد بعينه، فعديد من الأندية تعاني منها، ولكن تكتم عليها ولم تخرج ملفاتها من أدارج إدارات تلك الأندية، وعلى الجانب الفني وسوء النتائج، فهذه تعد بسبب اختيار اللاعبين الذين يمثلون نادي الاتحاد في الفترة الأخيرة، واعتماد الاتحاد على لاعبين لا يصلون إلى مرحلة ترضي عشاق وجمهور الاتحاد، وما يقدمونه ليس المأمول منهم، وتبحث الإدارة عن لاعبين بأقل قيمة ممكنة، كل هذه كانت نتائجها أن جنى العميد نتائج سلبية وغير مرضية، جعلت منه يحتل مراكز المؤخرة في الدوري لآخر موسمين، وهو الموقع الذي لا يليق بعميد الأندية السعودية، ولا ندري إلى أين ستصل أمور الاتحاد.