تعتبر أكاديميات كرة القدم هي المنبع الأول الذي ينطلق فيه اللاعب ذو الرابعة من عمره، إذ يتم فيها تحضير وتجهيز وتدريب الرياضيين البراعم والناشئين والواعدين في رياضة كرة القدم بشكل كامل، ويشمل ذلك تغطية احتياجاتهم التدريبية في اللياقة، المهارات الكروية، التخطيط والمنافسة لبناء جيل رياضي كروي على مستوى عال من الوعي الرياضي ومستوى تقني مميز يرتقي بالأجيال القادمة في رياضة كرة القدم، في الوقت الذي تطمح إليه الأكاديميات لتخريج جيل تستفيد منه الأندية نفسها ليكونوا نواة المستقبل بالإمكان تطويرها والاهتمام بها ودعمها، والتساؤل يأتي.. ما أهداف الأكاديميات؟ وهل الأندية مطالبة بإنشاء أكاديميات خاصة لها؟ وماذا يميز هذه الأكاديميات؟ وهل فعلًا أنها تستهدف الربح المادي؟ وما المطلوب من وزارة الرياضة تجاه هذه الأكاديميات؟، «دنيا الرياضة» بدورها استضافت عددا من المدربين والرياضيين للحديث بالموضوع. الدوسري: الأندية مطالبة بإنشاء أكاديميات * مكسب كبير للأندية بداية أكد المدرب الوطني حمد الدوسري مدرب فريق القادسية سابقًا، أن أهداف الأكاديميات هو وضع برامج تربوية ورياضية تهدف إلى اكتشاف اللاعبين الموهوبين وتدريبهم وفق أحدث البرامج لإيجاد أجيال من اللاعبين المتمتعين بالخلق الرياضي والمهاري في كرة القدم، وإعداد فرق من الأكاديميات للاشتراك في دوري البراعم والناشئين في الدوري السعودي، وتسويق لاعبي الأكاديميات للأندية من خلال الاحتكاك في المباريات الرسمية، وتطوير مستويات اللاعبين المهارية تمهيدًا لضمهم لفرق المنافسات، والأهم هو إعداد الأجهزة الفنية والإدارية للبراعم والناشئين من خلال الدورات التدريبية باعتبار أن إعداد البراعم والناشئين عمل احترافي في المقام الأول، لافتًا أن الأندية مطالبة بإنشاء أكاديميات لها، أو التعاون مع الأكاديميات الخاصة بالتنسيق معها، وما يميز الأكاديميات الخاصة بكرة القدم أنها تتابع المنتسبين إليها في جميع نواحي حياتهم، وتطوير القدرات بداخلهم عبر بناء شخصيتهم بشكل صحيح من خلال ممارسة كرة القدم. واعترف الدوسري أن الأكاديميات تستهدف الجانب المادي وذلك يتمثل في تسويق اللاعبين للأندية للحصول على مردود مادي يعوض ما صرفته الأكاديمية في تجهيز وصقل اللاعب، مطالبًا وزارة الرياضة تقديم الدعم من جميع النواحي للأكاديميات حتى تقدم المزيد والأفضل لصقل المواهب الكروية لتكون نواة مستقبل للرياضة السعودية. السمن: الأكاديميات بيئة إيجابية * إعداد جيل مستقبلي من جانبه، كشف المدرب الوطني عبدالعزيز السمن أن الهدف من إنشاء الأكاديميات الرياضية هو إعداد جيل رياضي فعال من خلال إعداده بطريقة علمية صحيحة تحت يد مدربين أكفاء ومتخصصين، وقال: »بما أن لاعب كرة القدم المميز أصبح ذا قيمة عالية ومكلفة في سوق عالم كرة القدم فأنا أرى أن تكون الأندية أحرص على بناء مثل هذه الأكاديميات ليس للاستفادة المالية أو الربح إنما لتقليل التكاليف على إدارة النادي وأيضا الرقي بالمستوى الذي يليق باللعبة، كما أن تميز الأكاديميات بالبيئة الإيجابية الصحيحة والتي تجذب العديد من الأطفال بمختلف توجهاتهم الرياضية من جهة وتعطي لأولياء الأمور الثقة لإشراك أبنائهم في مثل هذه الأكاديميات، وأيضاً المخرجات التي تؤثر على سلوكيات الطفل الشخصية والتي تبدو لها الأثر في المستقبل سواء كان لاعبا مميزا أو لا بعد التخرج منها، كما أن مدرب الفئات السنية عليه مهمة ليست بالسهلة وأيضا تدريب مثل هذه الفئات السنية وإعدادهم بطريقة علمية صحيحة هي أصعب المراحل التي يمر بها لاعب كرة القدم، لهذا فالكثير من الأكاديميات تتغاضى عن المبلغ المالي كقيمة اشتراك ليس للربح إنما للمصروفات الرئيسة والمستمرة سواء كانت رواتب مدربي هذه الفئة وتطويرهم أو لتطوير المنشأة بشكل عام، كما أنه ينبغي فرض اشتراطات معينة من وزارة الرياضة على مثل هذه الأكاديميات والتشديد على تطبيقها خصوصًا كفاءة المنشأة، كفاءة المدربين، كفاءة الإداريين والمؤهلات الحاصلين عليها والمراقبة المستمرة لذلك كي يمثل في مثل هذه المهمة الصعبة وأيضا تحفيز مثل هذه الأكاديميات من خلال دعم مخرجاتها سيكون له الأثر الكبير في خلق لك بيئة تنافسية بين الأكاديميات، وأيضاً إعداد جيل مميز في المستقبل مؤهل لتمثيل منتخب وطنه والفوز في الظهور الرسمي كفرد وكوطن. * البحث عن المواهب وأكد المدرب الوطني فكري الخضيري أن هدف الأكاديميات عادة يكون البحث عن المواهب الصغيرة والبعيدة عن أعين الأندية لمحدودية الإعداد لكل نادي وقلة الكوادر التدريبية فيها، ويترسخ هدف الأكاديميات في تهيئة بيئة رياضية جيدة لكل لاعب بالأكاديمية لتعليمه أساسيات كرة القدم وصقل موهبته، كما أن الأندية مطالبة بإنشاء أكاديميات لها حتى تستطيع صقل المواهب الكروية ولتكون لها داعم للفرق السنية ونواة لمستقبلها. الخضيري: تصقل المواهب وأضاف، «متى ما كانت الأندية تملك الفكر المستقبلي في إعداد جيل صغير يكون نواة حقيقية للفئات السنية وبالتالي دعم الفريق الأول وأيضاً تخفيف الأعباء المالية في شراء لاعبين جدد من خارج النادي، كاشفًا أن ما يميز الأكاديميات أنها تهتم بجميع اللاعبين بدرجة واحدة وتهتم بصقل جميع اللاعبين وإخراجهم لعالم كرة القدم بشكل مميز. وعن استهداف الأكاديميات للربح المادي، قال: «قد يكون هذا التفكير موجودا لدى البعض، لكن بالمقابل أي عمل مميز يحتاج المادة بشكل كبير لإخراج اللاعب بشكل جيد من أجل جلب أفضل الكوادر الفنية والتدريبية، فلهذا المطلوب من وزارة الرياضة تجاه هذه الأكاديميات، أن تهتم بفكرة الأكاديميات، وهنا أقصد الأكاديميات ذات الطابع الفني وليس المادي بالدرجة الأولى والتي نرجو منها أن تكون دعامة للرياضة السعودية وإخراج جيل رياضي مثقف في كافة الجوانب الرياضية». لاعب خريج أكاديمية ينضم لأحد الأندية حمد الدوسري عبدالعزيز السمن فكري الخضيري