قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. صلاح البدير في خطبة الجمعة: نرجو الشهادة لمن مات من المسلمين بسبب هذا الوباء، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: الشهادة خمسة: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله. وأضاف: يا من أصيب بهذا البلاء واستحجر وتنحى واعتزل لا تضق عليك الوسيعة الفسيحة، وأبشر بالعافية، وافزع إلى الصلاة وأحسن الظن بالله، واستأنس بالذكر وتلاوة القرآن، ولا تيئسن ولا تقنطن من روح الله، وتوكل على الحي الذي لا يموت، وما هي إلاّ نازلة ثم زائلة، ونعزي كل ثاكل وثكلى فقدوا عزيزاً وحبيباً، داعياً للالتزام بالإجراءات والاحترازات والتعليمات التي تمنع من انتشار كورونا، محذراً من التجمعات في الإفطار والسحور، فحجر في بيت ولا لوعة على ميت. وتحدث في خطبته عن الشهر المبارك قائلاً: هذا شهر رمضان قد أطل، وهذا شهر النفحات قد أهل، وهذا النور البهي قد حل، وهذا الشيطان الرجيم قد ذل، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين"، أيها المسلمون هنيئاً لكم شهر رمضان الذي اضمخ بالعبير، ولم يعكر بهاءه وجلاله وباء جاثم، أو ليل عاتم، فلا تتلبسوا بروح الحبيس التعيس البئيس المبتلى، فالفجر سوف ينبثق فثق، والفأل لمن يثق، وفألك في فيك، والثقة في الله تكفيك، سنحيا بعد كربتنا ربيعاً كأننا لم نذق في الأمس مراً. وأضاف: تضرعوا بالدعاء فلا رافع ولا صارف ولا مزيل ولا مفرج لهذا الوباء إلاّ الله مالك الضر والنفع، المتصرف في خلقه ما يشاء، الذي تواضعت لعظمة جلاله المخلوقات، وتضاءلت واستكانت بين يديه جميع الكائنات، فألحوا وكرروا يا ربنا يا ربنا، اجعلوا لمنازلكم بالقرآن دوياً، واجعلوا شهركم بالذكر ندياً، وتدارسوا القرآن مع أهلكم وأولادكم من فاتحته إلى خاتمته، وعطروا الشفاه، وطيبوا الأفواه بالقرآن العظيم، واعمروا المساكن والدور والبيوت بالتلاوة والتراويح والقنوت، ولا تصح إمام المرأة للرجال ولو في التراويح ولو لذي رحم في أصح الأقوال، ولها أن تؤم نساء بيتها. وتابع: لئن اقتضت الضرورة حجراً احترازياً منعكم عن التطواف والتجوال والانتقال، فإن لكم في ميدان رمضان رحمات لا تحظر، ونفحات لا تحجر، فلا تكونوا ممن انشغل بالملهيات، وغفل عن شهر النفحات والرحمات، واحذروا أن يزاحم الجوال وظائف الشهر المبارك، الذي سرعانما يحول ويزول، وأبشروا يا من كنتم تعمرون المساجد بالصلاة والقيام والتراويح وقراءة القرآن، أبشروا يا من كنتم تمدون سفر تفطير الصائمين، فربكم البر الرحيم الكريم، حاثاًّ المحسنين على المشاركة في المبادرات الخيرية في رمضان كمبادرة خير المدينة بهدف إطعام الفقراء والمساكين الذين تأثروا بسبب حظر التجول وتوقف الأعمال.