انطلقت قناة «ذكريات» وأيقظت حنينا لم نكن نعلم بحجمه داخل كل مشاهد سعودي، حتى الجيل الجديد الذي لم يلحق على تلك الأجيال أو يعيش فترات نجاحها، يكفي أنهم كانوا يسمعون عنها طوال الوقت من آبائهم وكبار أقربائهم ويرغبون في التعرف على تلك الأعمال التي يتحدث عنها ذووهم بذاك القدر من الحب والإعجاب، كل ذلك جاء تحضيراً لموسم رمضاني لن يكون به جديد بقدر القديم، موسم سيُجبر فيه كافة المشاهدين على البقاء في المنزل أمام الشاشة، وهي خطوة ذكية من هيئة الإذاعة والتلفزيون بتخصيص هذه القناة في هذا التوقيت لتكون ملاذا للكثيرين خلال الفترة القادمة، طبعاً الهيئة لم تكن بحاجة أي مجهود أو ميزانية لتكسب الرهان بهذه القناة، كل ما كان عليها فعله هو البحث في أرشيفها القيَم ووضعه بين يدي المشاهدين. في المقابل، وبرغم ذكاء وأهمية هذه الخطوة إلا أنها بشكل غير مباشر وربما دون أن يقصد القائمون على هذه القنوات اعتراف صريح على أنه لا يوجد جديد جذاب، لذلك جاء القديم أولاً وهو فعلاً ما يحدث على قنواتنا الرسمية، فقناة «الإخبارية» هي الوحيدة التي تواكب الحدث وترقى لتطلعات المشاهد بينما لا تفعل ذلك أي من القنوات الأخرى، بما في ذلك قناة SBC التي قيل لنا إنها ستكون بديل المشاهد السعودي عن القنوات الخاصة الضخمة ولكنها لم تستطع أن تصبح كذلك. برامج اجتماعية كثيرة مرت على القناة في دورات سابقة، وبرامج أخرى تم تقديمها مؤخراً ك «صباحكم SBC» و «مسايا لجين» و»آت SBC» وغيرها اختفت خلال الأزمة، لم تقدم أي مادة مفيدة خلال معضلة كورونا الأخيرة، لم تقدم أصلاً إعداد يتبادله المشاهدون، برامج لا نعلم بوجودها ولا نعرف أين هي، برامج لا تواكب المجتمع ولا ما يدور به من أحداث، برامج نسمع عنها في بيانات القناة الصحفية التي تقوم بتزويدنا بها على البريد الإلكتروني، لا نشاهدها ولا نتبادل أي سبق منها. تحضيراً للموسم الرمضاني، يتردد كثيراً أن هناك خطة برامجية للتلفزيون السعودي وقناة SBC رغم أن كل مذيعي هيئة الإذاعة والتلفزيون المسجلين رسمياً على مسمى «مذيع» ما زالوا في الإذاعات أو في المكاتب أو على مقاعد برامج لا تحظى بأي اهتمام أو تسويق، في حين تقوم الشركات العربية المكلفة لعمل برامج تلفزيونية للهيئة وتجارب أداء لمشاهير السوشال ميديا وأصدقائهم أو شباب آخرين قادمين من برامج «التواصل الإجتماعي» للقيام بدور المذيعين، برامج لا يعرفون عنها سوى قراءة الموجود أمامهم كما رأينا في البرامج التي تم تقديمها سابقاً. رمضان 2020 يستحق من هيئة الإذاعة والتلفزيون وقفة جادة، نسمع عن تجارب أداء وميزانيات ضخمة تُرصد لبرامج تقوم عليها شركات إنتاج عربية لا يتم فيها استقطاب مذيعي ومذيعات الهيئة لتقديمها أو حتى لعمل تجارب أداء لها، بينما ينتظر المشاهد هذا العام بالذات برامج يقدمها أصحاب الخبرة والحضور الإعلامي القوي، برامج اجتماعية منوعة وحوارية وفنية، وحتى برامج المسابقات.. لتليق بذكاء وتطلعات المشاهد. هل سنرى اهتماما أكثر بالأرشيف الجديد كما يحدث مع أرشيفنا الثري القديم، لنكسب كل فئات المجتمع وأكبر شريحة من المشاهدين؟ الراحل محمد العلي وراشد الشمراني في مسلسل عودة عصويد 1985 «ليلة سعودية» 1986 بثته قناة ذكريات