اعتبر خبراء اقتصاديون في اتصال مع "الرياض"، أن الاتفاق التاريخي لدول (أوبك ++) بنحو 10 ملايين برميل يوميا يمثل خطوة أساسية لإعادة الاستقرار والتوازن لأسعار النفط في الأسواق العالمية، مشيرين في الوقت نفسه، إلى أن الاتفاق ليس كافيا على المدى الطويل، مرجعين ذلك كون الخفض أقل بكثير من الانخفاض الذي حدث في الطلب العالمي على النفط. وأكد الخبير النفطي، د. محمد الصبان، أن اتفاق (أوبك ++) على تخفيض نحو 10 ملايين برميل يوميا كفيل بإعادة استقرار وتوازن أسعار سوق النفط العالمي على المدى القصير، مضيفا، أن التخفيض ليس كافيا على المدى الطويل، مشيرا إلى أن الاتفاق أقل بكثير من الانخفاض الحاصل في الطلب العالمي على النفط. ورأى أن الأسواق النفطية تترقب موقف الولاياتالمتحدة وكندا والنرويج والبرازيل بتخفيض خمسة ملايين برميل يومياً، مما يضفي مزيدا من المصداقية ويخلق الأجواء لإعادة التوازن للأسواق العالمية، لافتا إلى أن الاتفاق لمدة شهرين، حيث سيتم تقييم الأسواق فيما كانت هناك حاجة لمزيد من التخفيض سيلتئم اجتماع الأوبك ++ حتى يخفض مزيدا من الإنتاج. وذكر، أن اتفاق (أوبك ++) يهدف لقراءة السوق العالمية ومعرفة ردة الفعل تجاه خطوة الدول المنتجة، لافتا إلى أن الدول المنتجة وضعت آلية لاحتساب التخفيض لتصل إلى 7.7 ملايين بمرور الشهرين وذلك بخلاف 2 مليون برميل من الكويت والإمارات، مشيرا إلى صعوبة قيام المكسيك بالموافقة على أكثر من 100 ألف برميل يوميا، بيد أن الولاياتالمتحدة تعهدت بتغطية النقص وهذا التعهد غير مكتوب. وأوضح، أن آلية التخفيض المتبعة للدول المنتجة عبر المحاصصة بالتساوي بالنسبة إلى حجم الإنتاج، فالمكسيك تنتج 1.750 مليون برميل يوميا وعند احتساب النسبة الثابتة لأعضاء التحالف وهي 23 % تعطي 400 ألف برميل يوميا للمكسيك. وشدد على ضرورة إحداث توازن في أسعار النفط بما يخدم المنتج والمستهلك في الوقت نفسه، لافتا إلى أن التحرك الذي تقوده المملكة يهدف للمحافظة على المستويات السعرية الحالية، مستبعدا في الوقت نفسه وصول السعر لمستوى 45 - 50 دولارا للبرميل، نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة على المستوى العالمي. وأبان أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن علي، أن هناك صعوبة التكهن باستعادة الأسواق النفطية توازنها بين العرض والطلب، مضيفا، أن تراجع الطلب على خلفية جائحة كورونا ما يزال مستمرا، سواء من الدول الأوروبية أو الهند، متوقعا أن يصل سعر البرميل إلى 50 دولارا مع نهاية فصل الصيف، أو مع موسم الشتاء المقبل، مضيفا، أن تحسن الأسعار مرتبط مع انفراجة أزمة كورونا وبدء زيادة الطلب على النفط في الأسواق العالمية. وقال: إن خطوة (أوبك ++) بخفض 10 ملايين برميل يوميا، عامل رئيس لطمأنة الأسواق النفطية، لافتا إلى أن حجم الخفض المعلن غير قادر على امتصاص الفائض. فيما ذكر أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد البترول والمعادن د. إبراهيم القحطاني، أن عملية توازن الأسواق النفطية مرتبطة بمدى الالتزام بالتخفيض وأوضاع الأسواق العالمية ومدى تعافي الاقتصاد الدولي. وأضاف، أن الدول المنتجة مضطرة لخفض الإنتاج للمحافظة على الأسعار ومنع تدهورها بشكل كبير في الأسواق العالمية، مبينا، أن الاتفاق الأخير كشف عن وجود قناعة تامة بضرورة الخروج بتوافق بخفض الإنتاج لانعكاساته على اقتصاديات الدول المنتجة، مضيفا، أن غالبية إنتاج المملكة يصدر إلى الصين واليابان وكوريا وبعض دول شرق آسيا، وهذه الدول تأثرت كثيرا جراء جائحة كورونا وخصوصا الصين. يشار إلى أن وزراء الطاقة والنفط في مجموعة أوبك + اتفقوا على خفض تاريخي لإنتاج النفط سعيا لإعادة التوازن لأسواق الطاقة وبلغ التخفيض 9.7 ملايين برميل يومياً ويشكل عُشر الإنتاج العالمي، وينص الاتفاق الذي توصلت إليه المجموعة خلال لقاء عن بعد على أن تقلص المكسيك إنتاجها بنحو 100 ألف برميل يومياً، عوضاً عن 400 ألف برميل يوميا تقترحها الخطة على أن تتحمل الولاياتالمتحدة الأميركية باقي حصة المكسيك البالغة 300 ألف برميل يومياً.