تجري الأحداث متسارعة هذا العام 2020، مع ظهور جائحة تفشي انتشار فيروس كورونا في كل الأرض بلا استثناء، حيث اجتاحت الدول الغنية قبل الفقيرة، وأصاب الهلع الدول المتقدمة قبل الدول المتخلفة، وتابعنا ورأينا كيف تعامل الرؤساء والمسؤولون حول العالم خلال هذه الجائحة مع شعوبهم المتطلعة إلى طوق النجاة منهم. إن بعض الدول طلبت رسوماً من شعوبها الموجودين خارج أراضيها للعودة، وأخرى طلبت منهم رسوماً عند العودة ودخول المحاجر الصحية، وبينما نرى دولاً رفضت استقبال مواطنيها وطلبت منهم المكوث حيث هم، وأخرى طالبتهم بأخذ المعونات من بيوت المال والزكاة والجمعيات الخيرية في تلك الدول التي يقطنون بها، إضافة إلى دول طالبت بخروج المقيمين على أراضيها.. كل هذا يندرج تحت بند الفوضى البشرية وتختفي أمام كل ذلك ما يسمى حقوق الإنسان وكأن ما كان ينادى به هو شعارات وأقوال من دون أفعال حقيقية، أظهرته التجربة الحقيقية. الإنسانية لا جواز جنسية لها.. وطنها الأرض، ولا تعترف بالفروقات والاختلافات، وهي تشمل كل البشر على هذه المعمورة، ولا يعي أهميتها إلا أولئك الأقوياء بالقيم والأخلاق، ومن هذا المنطق نظر أبو الإنسانية الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى كل فرد على الأرض بعين المساواة، وإن لكل إنسان حق العيش وله أبسط الحقوق في الغذاء والدواء والاحتياجات اليومية المعيشية. ظهر لنا الوالد القائد الملك سلمان - حفظه الله - في أقوى الدروس للعالم وفي ثلاث محطات مهمة خلال هذه الجائحة: كانت الأولى في كلمته الكريمة لنا في بداية هذه الجائحة حين كان مجمل كلمته المفعمة بالأمل مركزاً على الإنسان على هذه الأرض المباركة المواطن والمقيم على حد سواء وطمأنته على توفير احتياجاته، والمحطة الثانية حين عقدت قمة دول العشرين وركز - حفظه الله - على الإنسان أولاً، وجاءت التوصيات كما هو المأمول منها في دعم منظمة الصحة العالمية ودعم الدول النامية والتعاون بين دول العالم في مواجهة هذه الجائحة. أبو الإنسانية الوالد القائد الملك سلمان - حفظه الله - لم يكتفِ بذلك، حيث صدر الأمر الملكي لكل الجهات الصحية العامة والخاصة في المملكة بعلاج كل المواطنين والمقيمين ومخالفي الإقامة من دون طلب الأوراق الثبوتية منهم، ولكن الدواء قبل كل شيء، ولتضرب المملكة أفضل الأمثلة بالحرص على الإنسان وصحته وبقائه بغض النظر عن كل ما يقلقه، فتأتي الصحة ومن بعدها كل شيء وأي شيء. تخرج لنا مقاطع فيديو ونتلمس من الأخوة المقيمين عن مواقف السعودية والسعوديين معهم، ويتحدث العالم في الخارج عما يحدث هنا من علو قيمة الإنسان، ولا غرابة في ذلك أننا جميعاً أبناء "أبو الإنسانية" سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ونتعلم منه قيمة الإنسان.