في الصفوف الأمامية، دون خوذة حرب أو سلاح، يواجهون الموت بصدور عارية في معارك حامية الوطيس، عدو لا يرى لكنه لئيم فتاك، محاربو القرن 21 تركوا فلذات أكبادهم، وتركوا لذة الحياة الدنيا، لينقذوا إخوانهم، سلاحهم العزيمة والصبر، أطباء وممرضون، رجال أمن وصحافيون في الخطوط الأمامية للدفاع عن الأوطان. جنود الصف الأمامي بعيون يملؤها الدمع، شيع الكادر الطبي لمستشفى بوفاريك بإقليم البليدة جنوب العاصمة، أول ضحايا فيروس كورونا (كوفيد - 19) من الكوادر الطبية الجزائرية، جمال طالحي سائق سيارة الإسعاف الذي فتك به الفيروس. رحل وترك أرملة ويتامى، كان يعرف أن الفيروس لا يرحم، لكنه كان يعمل ليل نهار، لإنقاذ الأرواح، رحل وهو يؤدي واجبه مثل جندي في حرب، موت جمال زاد الأطباء والطاقم الصحي إصراراً على التضحية والنصر، تظهر على وجوههم آثار الكمامات والإعياء، لتحكي قصص أبطال هذا الزمن. رجال الأمن لم يتخلفوا يوماً عن حماية الوطن، مبتغاهم الأسمى خدمة المواطن، رجال الحماية الوطنية والأمن من مختلف الأسلاك مجندون للقضاء على كورونا، لا يبالون بالخطر، ينقلون المرضى إلى المستشفيات، حملات لتوعية المواطنين للبقاء في البيوت، وبعد فرض حظر التجول يسهرون على تطبيق القانون، وللأسف البعض تمكن منهم الفيروس، ويرقدون اليوم بالمستشفيات. مراسلو الحرب في زمن كورونا يشاركون الناس أفراحهم وأقراحهم، رجال الإعلام في الموعد ليلاً ونهاراً، لتتبع كل شاردة وواردة حول مستجدات الوباء، ينقلون الأحداث من قلب المستشفيات والمطارات والأسواق والشوارع لرصد نبض الحياة، وإيصال الرسائل التوعوية للمواطنين، أصحاب مهنة المتاعب هم أيضاً من ضحايا الفيروس، يرقدون في المستشفيات.