منذ أن اجتاحت العالم جائحة فيروس (كورونا) الجديد، ومنذ أن تم تعليق المنافسات والفعاليات الرياضية في شتى أصقاع العالم ومن ضمنها المسابقات السعودية، ومع دخول الوباء إلى الأراضي السعودية ومحاولة القيادة الرشيدة والجهات المختصة كبح جماحه والقضاء عليه بالكثير من القرارات السريعة الحازمة وبحزمة من الإجراءات الاحترازية ونحن في الشارع الرياضي نترقب ونراقب أحوال نجوم الأندية السعودية الذين يعيشون مثل كل نجوم الرياضة في العالم مرحلة استثنائية وظروفًا حرجة لم تمنعهم من لعب المباريات وحسب، بل وحظرت عليهم حتى التدريبات في أنديتهم، بعد أن اضطرت الأندية إلى إغلاق أبوابها في وجوه نجومها، والاكتفاء بإعطائهم برامج لياقية طلبت منهم تأديتها في منازلهم. في هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها العالم؛ ما الذي يمكن لنا أن نطالب به نجوم الكرة السعودية الذين اكتفى كثير منهم عبر مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع مصورة له وهو يجري تدريباته المنزلية، أو يساهم ببعض العبارات التوعوية لحملات الوقاية من كورونا؟!. أعتقد أن نجوم الكرة السعودية مطالبون في هذا الوقت بأمرين: أولهما رياضي بدني يختص باللاعبين جميعهم محليين وأجانب كواجب تعاقدي ووظيفي تفرضه عقودهم التي ما يزالون يتقاضون أو على الأقل يستحقون بموجبها رواتبهم الشهرية رغم توقف المنافسات، وثانيهما أخلاقي ووطني يختص بشكل أكبر بالنجوم السعوديين كواجب اجتماعي تفرضه المواطنة الحقة والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع! الأمر الأول أعني به الالتزام التام بالتدريبات البدنية واللياقية التي أسندت لهؤلاء اللاعبين من قبل الأجهزة اللياقية المختصة في أنديتهم، والحرص التام على المحافظة بقدر الإمكان على عدم خسارة الكثير من مخزونهم اللياقي والمحافظة على أجسامهم وأوزانهم من خلال الالتزام ببرامج غذائية منضبطة وصحية، إضافة إلى الابتعاد عن كل العادات السيئة التي قد تؤثر بشكلٍ كبير على صحتهم ولياقتهم، وأن يتعاملوا باحترافية وأمانة وذمة وظيفية مع هذه الفترة الحرجة التي لا يمكن لهم بأي حالٍ من الأحوال أن يعتبروها إجازة مستحقة تبيح لهم التدخين والسهر الطويل والتهاون في التدريبات الرياضية المنزلية. الأمر الآخر الذي يتوجب على نجوم الكرة السعودية ونجومنا المحليين تحديدًا قبل غيرهم، وأصحاب العقود والنقود -زادهم الله من رزقه- من نجوم الأندية الكبيرة هو وجوب المبادرة لتقديم الدعم المالي والمعنوي على حدٍ سواء لكل ما يمكن أن يخدم ويسند الجهود الحكومية الهادفة لتحفيز الناس للبقاء في البيت، ومن ذلك مثلًا تنظيم حملات من قبل هؤلاء النجوم لتبني التطبيقات الرسمية المعتمدة والمختصة بتقديم خدمة توصيل الطلبات والمشتريات للمنازل حتى نصل إلى أن تصبح رسوم التوصيل منخفضة جدًا إن لم تكن بالمجان، من أجل حث الناس بشكلٍ عام وذوي الدخل المنخفض والمحدود بالذات لاستخدام هذه التطبيقات وتخفيف الزحام في الشوارع والمتاجر خلال فترة السماح بالتجول، وكلي ثقة بنجومنا الذين هم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ومن هذا المجتمع، ولن أستغرب إذا ما قرأت وشاهدت وسمعت عن مبادراتهم قبل نشر هذا المقال.