في الوقت الذي يشهد قطاع الطيران حول العالم ربما أكبر أزماته الاقتصادية والتشغيلية، باتت معها كبرى الشركات العالمية تتحسس مستقبلها وتراجع نفقاتها والتزاماتها في محاولات مستميتة للصمود وحني الظهور أمام جائحة كورونا لحين عبورها الوشيك. فضلت شركات الطيران في المملكة التعامل مع الأزمة بتضامن تواصلي لافت، لاقى تفاعلا كبيرا من قبل المغردين في "تويتر" ، فبعد مبادرة طيران ناس بإطلاق حملة تضامنية مع بقية المشغلين بالتزامن مع قرار إيقاف جميع الرحلات الذي يأتي ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فايروس كورونا المستجد، حيث تفاعلت معها بقية الشركات بنصوص وتصاميم متنوعة تعلي من قيمة الوطن وتعبر عن الشراكة والتنافس الشريف وتتفاءل باجتياز الأزمة. ومع مضي أيام وأساطيل الطيران رابضة في مدارجها على غير العادة عبرت الخطوط السعودية عن حنينها لمعانقة السحاب مغردة على حسابها في "تويتر" ببيت شعر تقول فيه: ما حِيلة المُشتَاق إن طَال النّوى وتَقَطّعَت سُبل الوصَالِ... أجِيبُوا؟ لتجيبها "ناس" ببيتين آخرين تقول فيهما: اليومَ متحدون في تصميمنا لا ننحني لليأسِ أو لرتابةْ وغدًا سيجتمع الرفاق بفرحة وسنكتب الذكرى بحبر سحابةْ قبل أن تنقل الإجابة إلى الشركة السعودية الخليجية، التي سايرت بدورها هذا النفس الشاعري المتضامن الذي تعجز أدواته عن التعبير عن حنينها واشتياقها بحسب بيتيها اللذين تقول فيهما: لَعَلّ الله يَجْمَعُنا قريباً فنصبحَ في التئامٍ واتفاقِ وأشفي خاطري منكم إليكمْ فإنّ الشعر لا يسَعُ اشتِياقي فيما عزف طيران أديل على ذات المنوال معتبرا الأزمة مجرد فصل زمني أوشك أفوله، وغرد قائلا: نحنّ إلى رحلةٍ في السحابِ ونهفو إلى رفقةٍ من نجومْ ونعرف أن الحياة فصولٌ ولا فصلَ مهما تمادى يدومْ واستمر السجال بعد ذلك متناقلا بين عدد من الجهات ذات العلاقة بقطاع الطيران قبل أن تنهي الهيئة العامة للطيران المدني هذا الحوار الشعري اللافت بالتأكيد على قرب زوال الغمة، مستشهدة في ذلك بسردية إيمانية مطّردة تقول فيها: فَسَتَنجَلي بَل لا نقُول لعلّها ويَحُلّها من كان يَملِك عقدها إن الأُمورَ إذا اِلتَوتْ وتَعقَّدَتْ نزلَ القَضاءُ مِنَ الكريمِ فَحَلَّهَا