ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كلمة بشأن فيروس كورونا المستجد، وجاءت الكلمة لتبُثّ روح الطمأنينة لدى المواطن السعودي والمقيم على حدٍّ سواء، وتمثلت أبرز ملامحها بأن خروج خادم الحرمين الشريفين بنفسه لإلقاء هذه الكلمة يحمل دلالة مهمة، تعكس حرصه الشخصي على مخاطبة الشعب السعودي والمقيمين، نظراً لأهمية الحدث، ولتأكيد أن مواجهة هذا الوباء تحظى بدعم الملك نفسه، كذلك فإن مخاطبته لكل من المواطنين والمقيمين في ذات الوقت ودون تفريق، يُظهر اهتمامه بأمر الإنسان بغض النظر عن جنسيته. وجاءت كلمة الملك سلمان صريحةً في وصف الجائحة دون تهويل أو تهوين، وحملت الكثير من رسائل الطمأنة للمواطن السعودي والمقيم، كما كانت كلمة تضامنية تؤكد تضافر كل الجهود، لدحر الوباء والتصدي له، ومبشّرةً بأنّ مع العُسر يُسراً. وحملت الكلمة كذلك عدة رسائل رئيسية: الأولى: تتسم بالصراحة والوضوح بأن الأزمة التي تواجه المملكة -مثلها مثل باقي دول العالم- صعبة، ولا يجب التهاون معها، وتهيّئ هذه الرسالة المواطن والمقيم للتعامل بجدية مع هذه الجائحة، والثانية: كانت رسالة طمأنة مفادها أنه وبالرغم من صعوبة الوضع في ظل انتشار الفيروس، إلاّ أن خادم الحرمين الشريفين عبّر عن ثقته في تجاوزها بالإيمان والعزيمة والعمل الفردي والجماعي، وهو ما يعني أن تجاوز الأزمة يستلزم تضافر جميع الجهود، بدءاً من السلوك الفردي والتعاون الجماعي، بجانب الإجراءات المتخذة من قِبل مؤسسات الدولة، والتي أكد عليها بقوله: إن المملكة مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا والتي تضمن سلامة الجميع، إلى جانب ذلك، فإن رسالة الطمأنة تضمنت أيضاً تأكيد الملك سلمان على توفير المستلزمات الطبية والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية، وذلك لإزالة حالة الخوف والهلع التي قد تنتاب بعض المواطنين والمقيمين، بشأن توفّر المواد التموينية اللازمة، مع الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الدولة. أما الرسالة الثالثة للملك سلمان -حفظه الله- في خطابه فعكست ثقته بصلابة وقوة وعزيمة وعلوّ إحساس المواطن السعودي بالمسؤولية الجماعية، والتي ستكون العامل الأساسي في مواجهة هذا الوباء والانتصار عليه، وبقدر ما تحمله هذه الرسالة من ثقة الملك سلمان بقدرة المواطن السعودي على تخطي الصعاب، فهي تُحمّل المواطن مسؤولية القيام بدوره سواء على المستوى الفردي أو الجماعي في التعامل مع هذه الأزمة، والالتزام بالإرشادات والتعليمات التي تُصدرها مؤسسات الدولة المعنية، للحفاظ على السلامة العامة، وحملت الرسالة الرابعة لخادم الحرمين إشادةً بالجهود التي تبذلها قطاعات الدولة، وعلى رأسها وزارة الصحة، وطريقة تعاملها مع أزمة انتشار الجائحة، وتُعدّ هذه الرسالة بمثابة تشجيع وتضامن ودعم لجهود هذه الجهات من جانب قيادات الدولة -حفظهم الله-.