تكابد دول العالم معاناة كبيرة في تعاملها مع انتشار فيروس كرونا (كوفيد – 19)، وتشهد غالبيتها تخبطاً في الإجراءات وضبابية في المعلومات، حتى اكتوت هذه الدول بحمّاه وأوجاعه، وأصبح مواطنوها يصابون الواحد تلو الآخر بطريقة متواترة لم يسبق لها نظير إلا في حقبة الأوبئة التي شهدها العالم في أزمنة سابقة، كالأنفلونزا الإسبانية، والطاعون، والكوليرا، والملاريا، والجدري، وشلل الأطفال، وسواها من أوبئة أثخنت جسد البشر بالموت والأوجاع. بيْد أنه في الوقت نفسه الذي يتخبّط فيه العالم، ويسير على غير هدى، نجد وبكل فخر واعتزاز، أنّ المملكة واعية لمخاطر هذا الوباء العالمي، وكانت المعلومات التي تصدر عن الجهات المختصة تتسم بالشفافية والموثوقية العالية؛ حيث بادرت وزارة الصحة وبتوجيه مباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لاتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة والاحترازية، وووضع خطط لمواجهة سائر الاحتمالات المتصلة بهذا الظرف الطارئ والاستثنائي، وأعلنت المملكة لجنة من 13 وزارة يرأسها وزير الصحة، تتابع مع المؤسسات المعنية الأخرى كل المستجدات، للحيلولة دون تمكين هذا الوباء من التغلغل في المجتمع، والوصول إلى أفراده؛ لأنّ الإنسان في المملكة هو القيمة العليا التي تسهر القيادة الحكيمة من أجل راحته وأمانه وهنائه. لقد تم التعامل مع التوجهات الحكيمة، بالسرعة الفائقة، واستباقية الإجراءات، وقيام المسؤولين بتنفيذ ذلك كله باحترافية ماثلة للعيان من مختلف الجهات الرسمية، لا سيما وزارة الصحة التي اتسمت خططها باليقظة للتصدي لهذا الفيروس اللعين، بصلابة، ووفق إرشادات منظمة الصحة العالمية، وأيضاً وفق قواعد الشفافية والوضوح وإعلان الإصابات بكل نزاهة، ومتابعة تطورات الحالات المصابة، ووضع الرأي العام بكل صغيرة وكبيرة، فليس من الصواب إخفاء المعلومات وحجب الأرقام؛ لأنّ هذه الطريقة "الغوبلزية" المعتمدة على البروبوغندا صارت من إرث الماضي، فالدولة الواثقة، كما فعلت المملكة، تتفاعل مع الأحداث المتصلة بالمرض بكل وضوح وثقة؛ لذلك خصصت وزارة الصحة الرقم (937) لأي استفسار بشأن الفيروس، وعمّمت ذلك على وسائل الإعلام، وسائر وسائل التواصل الاجتماعي. ولعل الإجراءات والقرارات السريعة والمهنية التي اتخذتها الدولة، سواء تلك المتصلة بالحجر الصحي المختلف، أو تعليق العمرة، أو إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، تجسد في مجملها، مدى حرص القيادة الحكيمة، - يحفظها الله - بالمواطنين والمقيمين في هذه البلاد الطاهرة، والحد من انتشار العدوى . وجاءت كل تلك التدابير الوقائية في سياق الأسلوب الحضاري الذي لمسه المواطن من قبل الجهات المسؤولة، ما يدل دلالة واضحة على تضافر الجهود، ومدى التزام المواطنين بالتوجيهات الحازمة، وعدم الالتفات للإشاعات المغرضة التي تفتقر إلى مصداقية المعلومة، سواء كان ذلك فيما يخص أهمية التحوط لهذا الوباء، أو من حيث وفرة السلع ومتطلبات المعيشة . لقد أثبت المملكة أنها دولة راقية تحرص على سلامة المواطنين، وتوقّر الحياة، وتحترم المعايير والجهود الدولية والإرشادات الصحية الصادرة عن الهيئات والمؤسسات العالمية المعتمدة، وهو ما تكلّل بنجاح الجهود التي تقوم بها مختلف الجهات الرسمية بنجاح يشهد له الجميع، ولا ينكر ذلك إلا جاحد وظالم.