في ظل الأزمات تتغير الملامح والتوجهات، المبادىء، توجهات ما بين الفينة والأخرى, كما قيل سابقاً: السياسة ليست لها ثوابت، على ضوء ذلك نقيس كل التوجهات على نفس المبدأ، لكن هل كانت المبادىء سابقاً على توافق؟ أزمة (كورونا) وما حل بالعالم من حراك غير مسبوق وخصوصاً لدى الدول العظمى من سرعة البحث عن حلول وعلاج لهذا الوباء, الاستنفار الحاصل للعالم بشعوبها, حراك غير طبيعي هلع وخوف, إغلاق مجمعات التعليم, والأنشطة وحركة الطيران, وإيقاف كل ما يخص الترفيه والتسوق، هذا ما حل بالدول في الوقت الحاضر، ونحن جزء من العالم، يصيبنا ما أصاب الآخرون، فالوباء منتشر ومتسارع, سخرت بلادنا حفظها الله كل السبل والوقاية ممثلة بوزارة الصحة, وما على المجتمع إلا التطبيق والوعي قبل كل شيء, لكن لنرى حياة الكثيرين قبل أزمة كورونا من حيث التعايش وعجلة الحياة, لننظر إلى الفراغ الحاصل فيما قبل وتسخير هذه النفس لمتابعة غير المفيد، أتت الأزمة ولم يكن هناك استعداد نفسي قبل العملي، والسبب نقص الوعي مسبقاً سواء لهذه الأزمة أو غيرها، الآن تغيرت العجلة، صمت رهيب، تحول جذري من اللا مفيد إلى المفيد. مواقع التواصل وأجهزة السوشيال ميديا كانت محل اهتمام من قبل المجتمع لدينا، ماهية كورونا، أسبابها وكيفية الوقاية. أصبح هناك اكتراث، أصبح هناك اهتمام بالمفيد، تركت سفاسف الأمور. اللاوعي مسبقاً أصبح من الماضي، الآن الوعي هو ما يعنى به الكثير، الأمر على محمل الجد, الكل يبحث عن المختصين, الكل يتقصى ماهية أزمة كورونا, الواتس أب أصبح متداولاً ويحمل مقاطع من أساتذة بالاختصاص الطبي, من قبل كانوا مسخرين أنفسهم لمتابعة (سنابات) لا تقدم ولا تؤخر, ضحك وبحث عن الشهرة, من قبل كان الآباء في لهو وقليل من يتواجد في المنزل والجلوس مع الأبناء والحديث معهم, الآن تواجدوا واكتشفوا أشياء كثيرة يحتاجها الأبناء, فاللغة اختلفت, هناك يكمن معنى الوعي, أزمة كورونا (رب ضارة نافعة) مراجعة للنفس, صلح مع كلمة (وعي), كلمة هي كل شيء في مسار الحياة, ليست وقتية فقط, الوعي هو ما نحتاجه منذ زمن, نحتاج هذه الكلمة لتكون متلازمة بنا فهي الأستاذ والمربي, النظام موجود بشتى القطاعات, أنظمة وضعت لأجلنا, فقط الوعي هو ما نحتاجه, قبل كنا في لهو ولا مبالاة, الآن كورونا وقفت بوجه الكثير, وزارة الصحة وضحت الكثير, بل معالي وزير الصحة وفقه الله ظهر صوت وصورة ينصح ويحث، ولهذا فلنجعل الوعي هو السبيل الأمثل سواء طالت الأزمة أم قصرت. والله من وراء القصد.