نفذت الولاياتالمتحدة الخميس ضربات انتقامية دقيقة في العراق ضد جماعة تدعمها إيران اتهمتها واشنطن بالمسؤولية عن هجوم صاروخي كبير في اليوم السابق أسفر عن مصرع جنديين أمريكيين وعسكري بريطاني. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الضربات، التي بدت محدودة النطاق، استهدفت خمسة مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة كتائب حزب الله، ومنها مخازن أسلحة استخدمت في هجمات على قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وقال الجيش العراقي في بيان إن الضربات الجوية الأميركية أصابت أربعة مواقع في العراق. وحذر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في بيان للبنتاجون بشأن الضربات من أن الولاياتالمتحدة مستعدة للرد مجددا إذا لزم الأمر، قائلاً «سنتخذ أي إجراء ضروري لحماية قواتنا في العراق وفي المنطقة». وبحسب ما أعلن الجيش العراقي فإن الضربات الأميركية أدت إلى مصرع خمسة جنود ومدني، مشيراً في بيان أن بين القتلى ثلاثة جنود واثنان من منتسبي فوج الطوارئ، مضيفا أن 11 مقاتلا عراقيا أصيبوا بجروح، إصابة بعضهم خطيرة. وكان ترمب قد سارع إلى تفويض الجيش بالرد على هجوم يوم الأربعاء في العراق، والذي أطلق خلاله المسلحون عشرات من صواريخ كاتيوشا من شاحنة على معسكر التاجي شمالي بغداد، وسقط نحو 18 صاروخا على القاعدة من بين حوالي 30 تم إطلاقها. وفي إشارة على القلق من تحول التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران إلى صراع مفتوح، أقر مجلس النواب الأميركي الذي يقوده الديمقراطيون يوم الأربعاء تشريعا يقيد قدرة الرئيس على شن حرب على إيران. وتقصف جماعات مسلحة مدعومة من إيران بانتظام قواعد في العراق تستضيف الجنود الأميركيين والمنطقة المحيطة بالسفارة الأميركية في بغداد. من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن الضربات الأميركية التي استهدفت جماعة موالية لإيران في العراق كانت رداً «متكافئاً» على مصرع أميركيَّين وبريطانية في هجوم صاروخي. وقال راب في بيان إن «الردّ على الهجوم الجبان ضد قوات التحالف في العراق كان سريعاً وحاسماً ومتكافئاً»، مضيفاً «سنواصل العمل مع شركائنا لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال المؤسفة». وتابع «القوات البريطانية ملتزمة في العراق مع شركائها في التحالف لمساعدة البلاد في مواجهة الانشطة الإرهابية وأي طرف يسعى لإيذائه يمكن أن يتوقع رداً قوياً». وأوضحت وزارة الدفاع أن المجنّدة البريطانية التي قتلت هي برودي غيلون وتحمل رتبة عريفة وتبلغ من العمر 26 عاما. وقال الضابط المسؤول عنها اللفتنانت كولونل وليام ليك في بيان إنها «كانت جندية عازمة على المشاركة في العمليات ومساعدة الآخرين وتطوير نفسها والحصول على خبرة عملية». وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الخارجية العراقية الجمعة أنها استدعت السفيرين الأميركي والبريطاني في أعقاب غارات جوية دامية ليلا استهدفت منشآت عسكرية في البلاد.