أعلن عدد كبير من شباب وشابات الوطن تطوعهم في المساعدة في الحد من انتشار كورونا الجديد (كوفيد-19) بالمنطقة الشرقية وتحديداً بمحافظة القطيف، حيث أعادت لنا الأحداث هذه الأيام العمل التطوعي إبان حرب الخليج في بداية التسعينات الميلادية. أزمة كورونا جدّدت ما ليس جديداً في حياتنا، وظهر - مجدداً - رقيّ الدولة في حمل مسؤولياتها إزاء مواطنيها، وحشد برامجها ووزاراتها وأجهزتها ليعبُر الوطن، كله، جسر المحنة العالمية الطارئة، اتخذت قراراتٍ لا تدخل إلا في دائرة الاستثناء الخاص جداً، احتراماً لحقوق مواطنين خالفوا بعض أنظمتها. وبالمقابل استشعر كثير من شباب وشابات الوطن مسؤوليتهم تجاه وطنهم وأبنائه فعملوا على تنمية بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين خلال أزمة «كورونا»، مؤكدين أن العمل التطوعي من أهم العوامل المؤثرة على إعداد الجيل الجديد؛ فهو يدخل ضمن تكوينهم خلقياً ونفسياً واجتماعياً، ويحفزهم على الانخراط في الأعمال الإنسانية، والاستفادة من طاقاتهم الشبابية وتنميتها لخدمة المجتمع، كذلك يعزز عملهم هذا من الثقافة الإيجابية. وأكدت تسع فتيات تطوعن في أحد المستوصفات في القطيف خلال هذه الازمة، أن تطوعهن يعد إكمالاً للدور الحكومي الذي تلعبه الدولة في الخدمات التي تقدمها للمواطنين، فهو دور تكميلي يعمل على رفع مستوى التوعية والخدمات، ولفتن إلى أنهن يشعرن بقمة العطاء، وقلن: نحن نرسم صورة مزدهرة لوطننا ونشعر أن قيمتنا تتعاظم في وطننا. وقالت مها الوابل - كاتبة -: أنا تطوعت خلال هذه الأزمة لأقدم أنموذجاً لأبناء وطني، وأستقطب العديد منهم، وأحاول أن أشرح لهم أن التطوع لا يكون مرتبطاً بمناسبات معينة، بل أن نكون موجودين وقت الأزمات والكوارث لا سمح الله، وأن نحقق رؤية بلدنا 2030 بأن يكون لدينا مليون متطوع ضمن الرؤية وذلك عبر منصة التطوع التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. وأشاروا إلى أن صرامة المملكة في مواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بدءاً من وقف التنقل بين دول مجلس التعاون بالهوية الوطنية، ثم تعليق العمرة مؤقتاً ومنع الدخول والخروج حالياً من وإلى القطيف، وبعدها تعليق الدراسة، وإيقاف العديد من الأنشطة والتجمعات والمؤتمرات، وتعليق السفر إلى 14 دولة إلا للحاجة، إجراءات شجاعة ومسؤولة من قيادة ترعى مصالح مواطنيها وتضع سلامتهم فوق كل اعتبار، هذا شجعنا لنكون في الصفوف الأمامية جنباً إلى جنب من الجهات المعنية لإيقاف انتشار هذا الفيروس خارج حدود القطيف. فيما طمأنت الدكتورة همسة طيب - استشارية علم الوراثة والفيروسات والأمراض المعدية - المواطنين من خطر فيروس «كورونا الجديد»، وقالت: إنه غير قاتل بالدرجة الأولى إلا أن انتشاره وانتقاله سريعان، مطالبة الالتزام بتعليمات السلامة والصحة، مشيرة إلى أن «كورونا الجديد» لم يصل إلى مرحلة «وباء» في المملكة، لذلك اتخذت الجهات المختصة تقليل الاحتشاد من قبل المواطنين والمقيمين، واتخذت تدابير وقائية كثيرة، مشددة على سرعة الإبلاغ عن المرضى أو المخالطين أو العائدين من الدول الموبوءة، لافتة إلى أن فيروس «كورونا» هو من الفيروسات الليمتد فايروس التي تأخذ دورتها وتخرج من جسم الإنسان، وعرضة لمهاجمة مرضى السكر والغسيل الكلوي والزراعة ومن لديهم مناعة قليلة أكثر من غيرهم. مها الوابل