بدأ فيروس كورونا يثير الذعر في العالم بعد تقارير تزايد عدد الحالات بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية من قبل الدول، إن عدد المصابين بفيروس كورونا في منطقة معينة لا يعني الكثير، دون النظر إلى نسبة الأرقام وتناسبها مع عدة معطيات، فمثلاً نسبة انتشار الفيروس في الصين بالمقارنة لعدد السكان يعادل خمسة أشخاص لكل عشرة آلاف نسمة بينما في منطقة وهران بلغت نسبة الانتشار سبع حالات لكل ألف نسمة أما في سفينة "أميرة الألماس" ترتفع نسبة الانتشار إلى 26 %، لذا يلاحظ أن عدد الحالات يتزايد في المناطق المعرضة للتكدس السكاني أو التجمعات البشرية. بالإضافة إلى أن الأرقام المطروحة تفتقد نسبة التشافي مما أدى إلى تفاقم الخوف بين الناس. إن سرعة انتشار الفيروس استرعى اهتمام منظمات الصحة العالمية إلى ضرورة التدخل بفرض احترازات للحد من انتشاره ففي كل يوم يتزايد عدد الحالات خصوصاً مع سهولة التنقل عبر الحدود. ينبغي الملاحظة أن الفيروس في وضعه الحالي لا يشكل تهديداً لحياة البشر وإن كنا لا نعرف الكثير عن طبيعة الفيروس لكن بالنظر لنسب الوفيات التي تبلغ 3 % في الصين وتعادل 8 % في سفينة "أميرة الألماس" يمكن القول إن الخوف لا يكمن في نسبة الوفيات، إنما يكمن في سرعة الانتشار التي قد تؤدي إلى تطور الفيروس وتغيير طبيعته ليهدد حياة البشر. لقد قامت المملكة بدورها الاحترازي باتخاذ منهجية تعاون القطاعات المتعددة لفرض الإجراءات للوقاية من فيروس كورونا، لذا حري بنا كأفراد أن نفعّل مسؤوليتنا الاجتماعية بأن يقوم كل منا بدوره بعدم التواجد في المناطق المزدحمة والحد من السفر إلى المناطق الموبوءة وتحري الأخبار من مصادرها الموثوقة. * باحثة أكاديمية في الجودة الصحية