نعوّل كثيراً على جهود وسائل الإعلام في تشجيع المشاركة المجتمعية للدفاع المدني أكد معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو، أن القيادة الرشيدة حريصة على الارتقاء المستمر والدائم بقدرات وطاقات الدفاع المدني في كافة المجالات وتزويده بأحدث وأرقى الآليات والتجهيزات، وتعزيز قدرات وكفاءة جهاز الدفاع المدني، وأضاف أن المديرية العامة لا تدخر جهداً من أجل رفع مقدرة رجال الدفاع المدني وكوادره على كافة المستويات من خلال برامج التدريب والتأهيل، التي تمكن الجهاز من الاضطلاع بمهامه بكفاءة لتحقيق سلامة الأرواح والممتلكات والمنشآت ضد كافة المخاطر والحوادث المختلفة التي قد تواجههم (لا قدر الله) خصوصًا أثناء حالات الأزمات والطوارئ. وأوضح الفريق العمرو في حوار مع "الرياض" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام والذي يقام تحت شعار "السلامة أولا"، أن الدفاع المدني بالمملكة يسعى في هذه المناسبة إلى إيصال رسالة للمجتمع تؤكد الأهمية التي يوليها لتكريس مفهوم السلامة للأرواح والممتلكات في ربوع المملكة، ولأن السلامة هي هدف مهم تضعه كافة أجهزة الدفاع المدني حول العالم كأولوية لجهودها وأهدافها، فلقد جاء شعار المنظمة الدولية لليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام متوافقا مع أهداف أجهزة الدفاع المدني بالمملكة. وهنا تفاصيل الحوار: * "السلامة أولا" هو الشعار الذي اتخذته المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني عنوانا لليوم العالمي للدفاع المدني لهذا العام.. بماذا يجسد هذا الشعار اهتماماتكم في الدفاع المدني بالمملكة لتحقيق رسالتكم؟ * اختيار شعار "السلامة أولا"، ليكون عنوانا لليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام يتوافق مع أهداف جهاز الدفاع المدني في المملكة والتي تضع السلامة هي المسؤولية الأولى للجهاز ورجاله، فالدفاع المدني عمل من أجل تأمين سلامة الأرواح والمنشآت في كافة ربوع المملكة ضد الأخطار والكوارث الإنسانية والطبيعية قبل وبعد وقوعها لا قدر الله، كما أن هذا الشعار يجسد هذا المعنى ويبرزه كأولى أولويات مهام الدفاع المدني. وتسعى المديرية العامة للدفاع المدني في هذه المناسبة إلى إيصال رسالة للمجتمع تؤكد فيه الأهمية التي يوليها جهاز الدفاع المدني لتكريس مفهوم السلامة العامة في ربوع المملكة، وبأنه الهدف الأساسي الذي يعمل من أجله الدفاع المدني، ولكون السلامة هي هدف عام تنتهجه كافة أجهزة الدفاع المدني حول العالم كأولوية لجهودها وأهدافها، فلقد جاء شعار المنظمة الدولية لليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام متوافقا مع أهداف أجهزة الدفاع المدني في العالم كلها. وتسعى المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني ومقرها جنيف من خلال الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني كل عام إلى إلقاء الضوء على أحد الجوانب التي يمكن من خلالها تعزيز قدرة أجهزة الدفاع المدني في دول العالم كافة والمملكة جزء منها، لأداء مهامها وتنمية الوعي لدى المجتمعات في هذا الجانب مثل السلامة في المنازل والمنشآت الصناعية والتجارية في حالات الطوارئ والكوارث وترسيخ مبدأ اتخاذ السلامة كأسلوب ومنهج يحتل الأولوية في أعمالنا وأنشطتنا اليومية. وأود أن أشير إلى أن حرص المديرية العامة للدفاع المدني على المشاركة في مثل هذه الفعاليات العالمية يأتي بناءً على ما يؤكده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، بهدف التفاعل البناء مع هذه المناسبات العالمية والإفادة منها في تعزيز كفاءة الدفاع المدني وتطوير خدماته، لأداء مهامه في الحفاظ على سلامة أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، والحفاظ على المنشآت والمرافق الوطنية ضد المخاطر والأزمات والكوارث أياً كان نوعها، وتعزيز قدرات الدفاع المدني وتقديم صورة حقيقية للمجتمع عما وصل إليه الدفاع المدني السعودي من تطور كبير في مجال القدرات والإمكانيات البشرية والآلية. * هناك من يرى أن تحقيق مبدأ "السلامة أولا"، وهو الشعار الذي يحمله اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام، هو دعوة أخرى لكافة أبناء الوطن، وكذلك لأصحاب المنشآت، بأن يتحلوا بمسؤولية هذا المبدأ ويسعون لتجسيده على أرض الواقع؟ * قطعا مبدأ السلامة هذا ينبغي أن يتحلى به الجميع في ربوع المملكة مواطنين وأفرادا، أو أصحاب منشآت، وكذلك المقيمون وضرورة انتهاج السلوكيات الصحيحة في كل شأن من شؤون حياتهم، فالحديث الشريف يحث كل فرد على الجودة والإتقان في العمل: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، وفي جانب آخر يأمرنا ديننا أن نكون إيجابيين إزاء ما يحدث حولنا: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان". وهذه المبادئ الإسلامية القويمة هي نفسها ما نحتاج تطبيقه لمواجهة العديد من القضايا التي لو تركت لواجهنا مخاطر جمة، تهدد الأرواح والممتلكات، فلو تراخينا مثلا في تطبيق مبدأ السلامة ولم نأخذ بوسائل الأمان في الاعتماد على الأجهزة والأدوات الكهربائية الرديئة المواصفات في منازلنا أو منشآتنا الصناعية أو التجارية أو المدارس والمستشفيات، فستكون النتائج والعياذ بالله كارثية، والمثل العربي يقول: "إن معظم النار من مستصغر الشرر"، وقد تقع حرائق كبيرة من عود ثقاب ألقي دون اهتمام في محطة وقود ولهذا فإن المديرية العامة للدفاع المدني ومديريات الدفاع المدني بالمناطق، حريصة على تكريس مفهوم التوعية للمجتمع ورفع مستوى الوعي بتلك المخاطر وعدم التهاون فيها، حتى نجنب المجتمع ككل مخاطر الممارسات الخاطئة التي تكلف المجتمع خسائر طائلة في الأرواح والممتلكات. * هل لنا أن نتعرف على مظاهر احتفال الدفاع المدني بهذه المناسبة، وماذا أعد لها؟ o قامت المديرية العامة للدفاع المدني بإعداد خطة متكاملة لفعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام، وتشارك فيها كافة مديريات الدفاع المدني في مناطق المملكة، بهدف الارتقاء بمستويات الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع لمعرفة دور الدفاع المدني في حماية المجتمع بكل فئاته أفرادا ومنشآت، من كافة الأخطار التي يمكن أن تهدده نتيجة وقوع الكوارث الطبيعية أو الحوادث الطارئة، وانتهاج السلوكيات الصحيحة حال وقوع مثل هذه الأخطار لا قدر الله، إضافة إلى الالتزام بمختلف وسائل الأمان والسلامة التي تساعد الأفراد والمنشآت على وقاية أنفسهم من المخاطر، إضافة لتقليل حجم المخاطر في أضيق الحدود. وأعدت المديرية العامة ومديريات المناطق خطة لتنظيم عدد من المعارض والمحاضرات وورش العمل لتأكيد أهداف التوعية والتعاون مع رجال الدفاع المدني ليس فقط في أوقات الطوارئ بل في جميع الأوقات، وتتضمن الخطة حزمة من الفعاليات والأنشطة التوعوية مثل طباعة وتوزيع عدد كبير من الإصدارات التوعوية والإرشادية، تتضمن نصائح متعددة لأصحاب المنازل والمنشآت التجارية وغيرها على سبيل المثال إصدارات معبرة عن أهمية اقتناء الأجهزة التي تعزز وسائل السلامة والحماية والإنذار عن الحرائق، والتأكد من صلاحية التوصيلات الكهربائية، وإبعاد الأدوية والأدوات الحادة عن متناول أيدي الأطفال. كما يتعاون الدفاع المدني ويتشارك مع مؤسسات المجتمع المدني للمساهمة في تحقيق أهداف الحماية والسلامة للأرواح والممتلكات، وصولاً إلى التطوع على أعمال الدفاع المدني، وانطلاقاً من أن سلامة أبناء الوطن والحفاظ على المكتسبات الوطنية لا يمكن أن تكون مسؤولية رجال الدفاع المدني وحدهم، بل مسؤولية يتشارك فيها كل مؤسسات المجتمع إضافة إلى مشاركة الفرد باعتباره اللبنة الأولى لبناء المجتمع. وستستمر الفعاليات طوال شهر مارس 2020، حيث سيتم تفعيل آليات الشراكة مع مؤسسات المجتمع، لتوصيل أهداف الدفاع المدني لشرائح المجتمع المختلفة، إضافة لتنظيم عدد من الزيارات للجامعات والمدارس ومؤسسات العمل التطوعي والشركات الوطنية وغيرها، للتعريف بدور الدفاع المدني في حماية المجتمع بكل فئاته. *أشرتم هنا إلى دور ومساهمة مؤسسات المجتمع السعودي في دعم جهود الدفاع المدني؟ كيف تقيمون مستوى هذه المشاركة؟ * مؤسسات المجتمع المدني السعودي تعمل على مساندة ودعم جهود الدفاع المدني، وتشجيع أبناء الوطن أفراداً ومؤسسات، للمساهمة في كل أعمال الخير وخدمة المجتمع، ومن هذه الأعمال مساندة الدفاع المدني كواجب وطني ومطلب شرعي لحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وهناك مؤسسات تقوم بدور مميز في مجالات المساهمة في عمل الدفاع المدني. ونحن نتطلع إلى مزيد من الشراكة المجتمعية التي نلمس ثمارها في التزام كل مؤسسات المجتمع باشتراطات السلامة التي تنص عليها أنظمة الدفاع المدني، والمشاركة الفاعلة في نشر ثقافة السلامة بين المستفيدين من خدمات هذه المؤسسات وكذلك العاملون بها، وصولاً إلى تنفيذ برامج التدريب للتعامل مع المخاطر والحوادث أو الكوارث حال وقوعها لا قدر الله. ونحن حريصون على إتاحة الفرصة لأبناء الوطن للمشاركة في دعم جهود الدفاع المدني، تعزيزاً لقيم الانتماء والمواطنة والإفادة من هذه الطاقات الخيرة متى كانت هناك حاجة لذلك، وهو ما يتضح من خلال فتح باب التطوع للمشاركة ضمن صفوف الدفاع المدني خلال موسم الحج وغيرها من أعمال ومهام الدفاع المدني، وذلك بعد تدريب وتأهيل الراغبين في التطوع لأداء هذه المهام. ونعول كثيراً على جهود وسائل الإعلام في تشجيع المشاركة المجتمعية للدفاع المدني والحث عليها، كما نرحب بالنقد الهادف والبناء الذي يساعدنا على علاج أي قصور - إن وجد - فالشفافية والإخلاص في العمل هما الأساس الصلب لشراكة حقيقية وفاعلة بين الدفاع المدني وكل مؤسسات المجتمع. *بعد تبني رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني.. كان للدفاع المدني ومفهوم التطوع صداه في هذه الرؤية.. هل من تفصيل؟ * المملكة دخلت بالفعل بتبنيها لرؤية 2030، تحولات استراتيجية فارقة شكلت منعطفاً مهماً لإعادة بناء الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وكان للدفاع المدني ومفهوم التطوع وجوده ضمن هذه "الرؤية"، والتي أرست انطلاقة جديدة للثقافة السعودية، وتعد واحدة من محركات تنمية الإنسان حضاريًا نحو آفاق أوسع، "فالرؤية" تركز على تعزيز دور الدفاع المدني في إتقانه لأدواته وتقنياته في سبيل الاضطلاع بمسؤولياته في حماية الإنسان والمنشآت، والقيام بدوره في جهود الوقاية والحماية والسلامة حال وقوع الأزمات والمخاطر والكوارث لا قدر الله، كما تهدف "الرؤية" إلى رفع عدد المتطوعين في المملكة من 11 ألف متطوع سنويًا إلى مليون متطوع والمديرية العامة للدفاع المدني وضعت خططها ومبادراتها للارتقاء بمستويات أدائها بما يلبي مبادرات وأهداف رؤية 2030، وبما يحقق الغايات لحماية المواطنين ومنشآتهم ومرافق المجتمع في كل الأوقات، وخصوصاً خلال الأزمات، كما عززت من دورها ورسالتها المتمثلة في التميز في مجال الأداء التطوعي لحماية الأرواح والممتلكات، ومن خلال بناء كفاءات متخصصة وعمل مؤسسي احترافي وشراكات مجتمعية فاعلة ومثمرة. الفريق العمرو يكرم الجهات المشاركة باليوم العالمي الفريق العمرو يدشن فعاليات اليوم العالمي 2020 الفريق سليمان بن عبدالله العمرو مدير الدفاع المدني وأمين المنظمة الدولية للحماية المدنية خلال الحفل