بدأت أرامكو السعودية الاستعدادات المبكرة لإدراج أسهمها في البورصة الدولية، وذلك بعد أشهر قليلة من إدراجها في السوق السعودي تداول بنجاح في أكبر طرح عام أولي في التاريخ بقيمة 96 مليار ريال/ 25.6 مليار دولار الذي أظهر أكبر قيمة سوقية للشركة بأكثر من تريليوني دولار. وتجري أكبر شركة في العالم للتداول العام مناقشات مع بنوك وول ستريت لوضع سيناريوهات لإدراجها في الخارج وهي تريد أن تكون مستعدة للمضي قدما في الخطط حال تلقيها الضوء الأخضر من قائد التحول التاريخي للاقتصاد السعودي بشكل عام وأرامكو بصفة خاصة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وهو رئيس المجلس الأعلى لشركة أرامكو، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالمملكة. في وقت لم تحدد الشركة جدولاً زمنياً للصفقة المحتملة، حيث من غير المرجح أن يتم الإدراج الخارجي هذا العام نظرًا لظروف السوق وضعف التوقعات بالنسبة لأسعار السلع الأساسية، فيما تشعر مؤشرات الأسهم العالمية أيضًا بثقل تفشي فيروس كورونا وسط مخاوف تزايد انتشار الوباء خارج الصين والإضرار بأرباح الشركات. وباعت الشركة أقل من 2 ٪ من رأس مالها واختارت الإدراج المحلي بعد أشهر من نجاحها الباهر في صفقة سنداتها الدولية التي كانت تستهدف جمع 12 مليار دولار فيما ضخ المشترون 100 مليار دولار. وتحضّر شركة أرامكو السعودية لإعلان نتائجها المالية لعام 2019 ومناقشتها من خلال البث الصوتي الإلكتروني الذي حددته الشركة في 16 أبريل الجاري الساعة الثالثة ظهراً في ظل ترقب عالمي زخم بعد أن أذهلت نتائج أرامكو المالية لعام 2018 أوساط المحللين النفطيين والماليين والاستشاريين ومنافسيها بأرقامها الفلكية في المبيعات والعوائد بقيمة 1,3 ترليون ريال/ 356 مليار دولار، وصافي الأرباح بقيمة 417 مليار ريال/111 مليار دولار، والإنتاج الضخم للنفط الخام بطاقة 10.3 ملايين برميل في اليوم، وبالاحتياطيات النفطية بقدرة 257 مليار برميل. وتعزز المناقشة الإلكتروني اتصاف أرامكو بالشفافية التي جسدتها كافة بيانات ومعلومات أكبر الثروات الهيدروكربونية في العالم وتفاصيلها المالية للفترات الماضية والحالية والمستقبلية وتوجهات الشركة وسياساتها الاستراتيجية للنفط الخام والغاز والطاقة إجمالاً التي عززت ثقة المستثمرين الدوليين. في وقت أثبتت شركة أرامكو السعودية قوتها في مواجهة تقلبات أسعار النفط العالمية وعدم استقرارها بعد أن كشفت نشرة الطرح العام الأولي للاكتتاب وبياناتها المالية لنتائج التسعة أشهر 2019 عن أرقام قوية ومزايا تنافسية لا مثيل لها لدى قرنائها من شركات النفط العالمية الخمس الكبرى، وقالت أرامكو إنها أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم، مما يجعل الاستثمار فيها فريدا من نوعه بالمزايا التنافسية القوية للشركة وأبرزها الارتفاع الملموس في مستويات التدفقات النقدية التشغيلية. وبالنظر لنتائج الثلاثة أرباع الماضية من 2019 تظهر المستويات المرتفعة في التدفقات النقدية التشغيلية حيث بلغ النقد من الأنشطة التشغيلية قيمة 513 مليار ريال/136,8 مليار دولار، فيما بلغت في نهاية 2018 قيمة 798,4 مليار ريال، أكثر مما تم تحقيقه في 2017 الذي بلغ 582,9 مليار ريال، وأكثر من ضعف المحقق في 2016 الذي بلغ 305,7 مليار ريال. وباتت الشركة ومنذ تأسيسها لاعب أساسي في مجال إمدادات الطاقة العالمية، فمن خلال استراتيجية واضحة المعالم وطويلة الأجل ومبادئ الحوكمة الرشيدة، تبني أرامكو السعودية معايير عالمية في مجالي الأداء التشغيلي والانضباط المالي. في وقت تحظى الشركة باستراتيجية مدعومة بحقوقها الحصرية وطويلة الأجل في استغلال ثروة المملكة الفريدة من الموارد الهيدروكربونية التي تديرها بهدف تحقيق أفضل مستويات الإنتاج وزيادة القيمة على المدى الطويل. وتملك الشركة تاريخا حافلا في إيجاد القيمة لمساهمها للاستفادة من موثوقية الشركة ونموها المستمر حيث تتمثل رؤية أرامكو السعودية في أن تكون أكبر شركة متكاملة للطاقة والكيميائيات في العالم بقدرتها على إنتاج برميل من كل ثمانية براميل ينتجها العالم من النفط الخام على مدى السنوات الثلاث الماضية، بينما بلغت احتياطياتها المؤكدة من السوائل في نهاية 2018 طاقة 257 مليار برميل أكثر من خمسة أضعاف احتياطيات شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة، الأمر الذي عزز هيمنة أرامكو لتسهم بثبات في أمن الطاقة العالمي. وتتمثل مهمة أرامكو في تزويد مساهميها بخلق قيمة طويلة الأجل في ظل تقلبات أسعار النفط الخام، وذلك من خلال المحافظة على موقعها المتفوق في إنتاج النفط والغاز والحصول على قيمة إضافية عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية ونمو محفظة أعمالها بشكل مربح. فيما حققت الشركة تدفقات نقدية حرة بقيمة 221,2 مليار ريال/59 مليار دولار للتسعة أشهر الأولى من 2019، في وقت بلغ التدفق النقدي الحر 318,7 مليار ريال/85,8 مليار دولار لفترة 2018، ما يؤكد استقرار المالية لدى أرامكو وعدم تعرضها لمشكلات سوق الطاقة العالمي لتشكل ميزة تنافسية هائلة للشركة وتجعلها من أفضل شركات النفط. وتبرز المرونة المالية لأرامكو أيضا على قدرة الشركة الأساسية على إدرار التدفقات النقدية، ومرونة برنامج الإنفاق الرأسمالي للشركة، ومستويات الديون المنخفضة والنية للوصول إلى أسواق رأس المال العالمية.