في ردها على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أدلى بها السبت في إسطنبول أمام أعضاء حزبه، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان واصل ممارسة سياسة التضليل والكذب، لتبرير عدوانه على الأراضي السورية ودعم مرتزقته من التنظيمات الإرهابية فيها». وأضافت سانا أن «رئيس النظام التركي يدّعي تدمير منشآت للأسلحة الكيميائية في سورية» لافتة إلى أن «الجميع يعلم أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت في تقاريرها أن سورية لا تمتلك أي منشآت كيميائية». وفي السياق، أكدت سانا أن «مبالغات النظام التركي عن إلحاق خسائر بجيش النظام، هدفها التغطية على الهزائم الكبيرة التي ألحقت بأدواته الإرهابية وبمخططه الإجرامي ضد الشعب السوري». وأشارت سانا إلى أن وحدات الجيش تخوض اشتباكات عنيفة ضد عناصر جبهة النصرة والمجموعات المدعومة من النظام التركي على محور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بالتوازي مع تنفيذ ضربات صاروخية في مناطق انتشار المجموعات المسلحة في المناطق والمزارع غرب مدينة سراقب، ما أدى إلى تكبيد المسلحين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. من ناحيته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الدعوة إلى وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية، ومنح العمل الدبلوماسي فرصة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة بالكامل. وأوضح أنه فيما يتعلق بالوضع في شمال غرب سورية قد حذر مرارا وتكرارا من خطر تصعيد كبير في الأعمال العدائية بشمال غرب سورية، مشيراً إلى أنه من دون اتخاذ إجراءات عاجلة فإن خطر حدوث تصعيد أكبر يتنامى كل ساعة، ويدفع المدنيون الثمن الأعظم. وأشار غوتيريس إلى استمرار تضييق الخناق (على المدنيين) إذ انتقلت الخطوط الأمامية إلى المناطق المكتظة بالسكان، مشدداً على أن الحاجة الأكثر إلحاحا هي الوقف الفوري لإطلاق النار قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة تماما. بدوره، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كافة الأطراف المتصارعة على الأرض السورية إلى وقف فوري لإطلاق النار في شمال غرب سورية. وحذر أبو الغيط، في بيان أمس، من خطورة تصاعد المواجهات العسكرية المترتبة على التدخلات الإقليمية والدولية على الساحة السورية والتي ساهمت في تفاقم الوضع الميداني وتقويض فرص الحل السلمي للأزمة السورية، وتداعيات الوضع المضطرب على أمن واستقرار سورية ومن ثم المنطقة. وأكد أن التصعيد العسكري في شمال غرب سورية شكل نموذجًا صارخا لانتهاك القانون الدولي الإنساني، وتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة بتشريد ما يزيد على مليون نازح سوري ومواصلة استهداف المنشآت المدنية من مدارس ومستشفيات، مشددًا على أهمية التزام كافة الأطراف بقرارات واتفاقات وقف إطلاق النار. وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى مسؤولية مجلس الأمن في إقرار هدنة إنسانية فورية وتوفير المساعدة العاجلة لأكثر من ثلاثة ملايين سوري. ودعا لإطلاق مفاوضات جدية تحت رعاية الأممالمتحدة بهدف تفعيل المسار السياسي، والدفع في اتجاه تنفيذ العملية السياسة وفقا لقرار مجلس الأمن 2254، مشددًا على أن اللجوء للحل العسكري لن يجلب سوى مزيد من الدمار والتشريد وإراقة الدماء. إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن ضربات جوية وبرية تركية على قوات النظام السوري في إدلب أسفرت عن مصرع 48 من «قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأوضح المرصد في بيان له أمس أن الطائرات الحربية السورية والروسية واصلت الضربات الجوية على مدينة سراقب في إدلب والتي تمثل بؤرة للقتال المتصاعد في الأيام الماضية بين دمشق وقوات المعارضة المدعومة من تركيا.