نعته ميادين السياسة وساحات القتال، قبل أن تنسكب على فقده دموع المصريين الذين كان لهم الأب والأخ والابن خلال ثلاثة عقود، استطاع من خلالها إرساء الأمن والاستقرار في أرض الكنانة، والعمل على مشروعات التنمية، ورفع اقتصاد إحدى أهم وأقوى الدول العربية. محمد حسني مبارك بدأ حياته عسكريًا مقاتلًا عام 1950م، وتدرج في السلك العسكري حتى قاد أسراب المقاتلات دفاعًا عن وطنه، ودرّس أبناء جلدته علوم القتال الجوي في كلية الطيران. الفارس المصري المولود عام 1928م في المنوفية، اختاره سلفه محمد أنور السادات عام 1975م ليكون نائبًا له، بعد قيادته القوات الجوية المصرية في حرب أكتوبر، ثم اختاره الشعب المصري ليكون رئيسًا للجمهورية عام 1981م بعد اغتيال السادات على يد جماعة إرهابية. الرئيس المصري الأسبق كانت له مواقف عربية مشهودة، من أهمها موقفه من غزو صدام حسين للكويت عام 1990م، واستضافته لاجتماع الجامعة العربية الطارئ بطلب من الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، الذي تم من خلاله شنّ حرب التحرير ضد القوات العراقية، وكان الجيش المصري من أوائل الجيوش المشاركة في التحرير، حتى انتهى الاحتلال وعادت الكويت لأهلها وحكّامها. تنمية مصر كانت أحد أهم رهانات مبارك، ففي عهده ازدهرت السياحة، وحظيت مصر بمشروعات عدة مثل مترو الأنفاق، وترعة السلام في سيناء، وإعادة إعمار حلايب، ومشروعات إسكان الشباب. في فبراير 2011م تنحى حسني مبارك بعد 30 عامًا من الرئاسة، حفاطًا على دماء الشعب المصري، ولمنع وقوع حرب أهلية، ورفض الخروج من مصر، ووقف شامخًا أمام المحكمة حتى قُضيَ ببراءته عام 2017. في صباح 25 فبراير 2020م رحل رجل الحرب والسلام بعد أكثر من ستة عقود خدم فيها مصر والوطن العربي. مبارك أصبح نائباً لرئيس الجمهورية عام 1975م