المؤتمر الدولي الذي دعا إليه معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وعقد في مقر الأممالمتحدةبجنيف يومي 24 و25 من جمادى الآخرة 1441 الموافق 18 و19 فبراير 2020 بعنوان "مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وآليات تفعيلها"، ويعد من أكبر وأهم المؤتمرات التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي في كونه أول مؤتمر يعقد في منظمة أممية بتنظيم من منظمة إسلامية وفريدة بمشاركة عدد كبير من المهتمين بموضوع المؤتمر من كبار المسؤولين الحكوميين والأهليين حول العالم دينيين وسياسيين ومفكرين وأمنيين مع أكاديميين ممارسين من علماء التربية والنفس والاجتماع، إضافة إلى حضور قيادات دينية وسياسية بارزة، شمل رؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء من دول مختلفة ومسؤولين مختصين في قضايا التطرف والعنف والإرهاب والحريات الدينية ومكافحة الكراهية والتهميش. وقد ساعد على تميز ونجاح المؤتمر الإعداد والتحضير المسبق من قبل المنظمين والمشاركين والمستكتبين لمبادرات المؤتمر، التي تناولت عدة محاور وعددا من المبادرات المهمة في موضوعه والموضوعات ذات الصلة عبر حوارات مفتوحة أثرت حلقات النقاش بمعلومات وأفكار ومقترحات ومضامين في غاية الأهمية، تمثل في كثير منها حلقات مفقودة في التشخيص والتحليل الدقيق لعدد من المشكلات المرتبطة بموضوع المؤتمر مع تقديم المقترحات العملية والمهمة لحلولها. وقد انطلق معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بفكر موضوعي ومنطقي مستنير، يؤكد تعزيز المحبة والسلام والعدالة وبناء الجسور بين مختلف الأديان والثقافات والحضارات ومحاربة التفسيرات الخاطئة للدين، التي تؤدي إلى الكراهية والعنف والتطرف. قناعة الرابطة كما عبر عنها معالي أمينها العام الشيخ الدكتور محمد العيسى هي (هزيمة التشدد والغلو والأفكار المتطرفة)، وأن يبقى التنوع مصدر قوة للبشرية، وأن الأديان جاءت رحمة للعالمين وبالرفق بهم، وتحقيق مصالحهم التي تستقيم بها أحوالهم، الأمر الذي يمثل قاعدة مهمة في تحقيق السلام والوئام، وأن الحرية الدينية حق إنساني لا يجوز الإكراه فيه ولا مصادرته ولا ممارسة أي أسلوب من أساليب الإساءة والتهميش بسببه فلا إراه في الدين. الشيخ محمد العيسى أكد في هذا المؤتمر ويؤكد دائما أن الممارسات الخاطئة لبعض أتباع الأديان لا تعبر عن الأديان، وأن القيم بانفتاحها وتسامحها ومنطقها الحضاري هي المنتصر الحقيقي في الحوار الموضوعي، وأن ازدراء الأديان ممارسة عبثية لها تاريخ طويل تتم مواجهتها على الدوام باستهجان أساليبها ولم يعد هذا الازدراء إلا بالصدام الحضاري وبتصعيد التطرف من الجانبين، والخاسر في ذلك الجميع مع تهديد أمن الدول والمجتمعات، من خلال ردود فعل التطرف العنيف. ومن هنا أريد أن أؤكد فضح وهزيمة نظرية صامويل هنتنجتون حول صراع الحضارات من قبل رسالة رابطة العالم الإسلامي العالمية وعرابها معالي أمينها العام من خلال جهودها في عقد لقاءات ومؤتمرات وإصدارها وثيقة مكةالمكرمة رمضان الفائت 1440 مستندين على عالمية الإسلام وقبوله للآخر. نظرية هنتنجتون تعزز الصراعات وتغذي العنف وتغلق الأبواب أمام أي حوار بين أتباع الأديان والثقافات، ولم تلق ترحيبا إلا في أوساط حركات الإسلام السياسي وغالبًا من هم متطرفون في الفكر والانتماء. الأمين العام للرابطة وزيارته لجنيف عاصمة السلام والقرارات الدولية نجح في كثير من الأمور من أهمها، دعوته وتنظيمه للمؤتمر الذي لاقى أصداء عالمية واسعة بنجاحه وإصداره توصيات مهمة جدا، ولقاء معاليه مع رئيسة البرلمان السويسري والقيادات الدينية والفكرية والأكاديمية والسياسية والأمنية في جنيف، ووضع أسس إنشاء مركز التواصل الحضاري بجنيف يشارك فيه مختصون من جميع دول العالم. * ممثل رابطة العالم الإسلامي في الأممالمتحدة بجنيف