أرجع مسئول خليجي التوجّه الحالي للمنطقة نحو الطاقة المتجدّدة، لكونها تلتزم بالاستدامة والحدّ من تأثيرات التغير المناخي. وقال الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا، رئيس هيئة الطاقة المستدامة في مملكة البحرين، أن هناك أنحاء متفرقة من منطقة الشرق الأوسط، تمضي فيها مشاريع الطاقة الشمسية بشكل واسع النطاق، وعلى مسار تدريجي، بالتوازي مع سعي المنطقة لمواكبة التحركات العالمية في مجالات الطاقة المستدامة، وعلى وجه الخصوص الطاقة الشمسية، والتي تعد إحدى أكبر موارد الطاقة غير النظيفة والأكثر استدامة ،فعلى الرغم من أن المنطقة تحتضن ما يتجاوز نصف احتياطيات النفط في العالم، إلا أنها تمتلك أيضاً، في الوقت الحالي، مشاريع طاقة نظيفة بقيمة إستثمارية تقارب 100 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي استثمارات المنطقة في هذا القطاع 300 مليار دولار بحلول عام 2050. وأضاف، أن مشاريع الطاقة الشمسية تحصد النسبة الأكبر من الاستثمارات في المشاريع السابقة الذكر، وطاقة الرياح لا تتخلف عنها كثيراً في ذلك، حيث تتميز الأخرى أيضاً بإمكانات كبيرة في الدول الشقيقة مثل المملكة العربية السعودية، والتي من المتوقع ان ترتفع طاقتها الإنتاجية من طاقة الرياح الى ما يقارب ضعفي طاقة الرياح الحالية بحلول عام 2028، إلى جانب الكويت وعمان. أما في مملكة البحرين وبدءاً باعتماد سياسة صافي القياس في يناير 2018 وربط أول نظام طاقة شمسية لوحدة سكنية في مارس 2018، والمشروع الاستثماري لإنشاء محطة طاقة شمسية مركزية بسعة 100 ميغاوات، ومشروع التوسعة لمحطة شركة تطوير للطاقة الشمسية بسعة إنتاجية ب 3 ميغاوات تضاف الى ال 1 ميغاوات والتي تم تدشينها سابقاً، بالإضافة الى مشروع بابكو للطاقة الشمسية بسعة 5 ميغاوات، ومشروع هيئة الكهرباء والماء للطاقة المتجددة الذي يشمل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بسعة إجمالية تبلغ 5 ميغاوات، ومشاريع عديدة في الطاقة المتجددة للقطاع الخاص، كلها مؤشرات على ان مملكة البحرين تسير بشكل حثيث نحو هدفها الوطني للطاقة المتجددة المتمثل بتلبية 5% من احتياجاتها للطاقة بحلول عام 2025 وذلك كمثال عن سرعة تبني مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح ميرزا، أن الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة "أيرينا" في تقريرها الصادر لعام 2019 إلى توقعات بأن تضيف خطط الاستثمارات المرتقبة في الخليج العربي بحوالي 7 جيجاواط من الطاقة المتجدّدة بحلول السنوات الأولى من العقد المقبل، وهنا يلزم التوضيح بأن 1 جيجاواط من الطاقة تعتبر كافية لتوفير الطاقة لحوالي 750 ألف منزل في منطقة عالية الاستهلاك مثل كاليفورنيا، كما أشارت في ذات التقرير إلى الفوائد الكبيرة التي ستعود على المنطقة بتحقق هذه الخطط الاستثمارية المرتقبة وتحقق الأهداف الوطنية لدول المنطقة لخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة نصيب موارد الطاقة المتجددة في المزيج الكلي للطاقة خاصة على صعيد توفير فرص عمل جديدة تقدر بأكثر من 220,500 وظيفة بحلول عام 2030، وذلك إلى جانب جهود الحدّ من سحب المياه اللازمة لإنتاج الطاقة واستخراج الوقود بنسبة 11.5%، والإنخفاض المتوقع لاستهلاك الوقود الأحفوري بنسبة 23%، (بما يعادل توفير 354 مليون برميل من النفط)، وبذلك الحدّ من الانبعاثات الكربونية بمقدار 136 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، منوهاً إلى أن مملكة البحرين رائدة على المستوى الإقليمي في اعتماد أنظمة إدارة الطاقة الذكية، حيث تستهلك المنازل السكنية في البحرين نسبة تزيد عن 51% من إجمالي استهلاك الطاقة، والذي يعد عاملاً أساسياً لدفع نمو استدامة الطاقة في أنحاء المملكة، وفي 2014، وقعت اتفاقية مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لمشروع إنشاء وحدة للطاقة المستدامة، مهمتها إعداد وتطوير السياسات التي تسهم في تنويع واستدامة مصادر الطاقة ووضع الخطط الوطنية والمبادرات بما يحقق الأهداف الوطنية والالتزامات الدولية والإقليمية والعالمية للمملكة. وهنا يجدر الذكر بأن البحرين ومنذ اعتماد أهدافها وخططها الوطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة قد أعلنت عن العديد من المبادرات والمشاريع التي أسهمت في تحقيق ما يقارب 70% من الهدف الوطني لزيادة نصيب موارد الطاقة المتجددة في المزيج الوطني للطاقة في المملكة بنسبة 5% بحلول عام 2025 . ومن ناحية أخرى، سارعت دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستكشاف إمكانات الطاقة الشمسية، ففي عام 2019 افتتحت إمارة أبوظبي عاصمة الإمارات الشقيقة محطة "نور أبوظبي" في منطقة سويحان، وهي أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم بقدرة 1.17 جيجاواط، وإطلاق إمارة دبي أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة على مستوى العالم في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وشكلت هذه الإنجازات إضافات هامة للمنطقة على وجه العموم، ولريادة دولة الإمارات في العديد من المجالات التنموية عالمياً على وجه الخصوص، أما في المملكة العربية السعودية فقد أضافت المملكة الى شبكتها الوطنية أولى محطاتها ضمن مشروع سكاكا للطاقة الشمسية بمنطقة الجوف، والذي يأتي انسجاماكم الخطة العامة لرؤية المملكة الاقتصادية 2030، وبالإضافة إلى ذلك، تعمل دول أخرى في المنطقة على مشاريع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، منها المغرب ولبنان وعمان والجزائر وتونس.