بدأ الأفغان يومهم وسط آمال بتطبيق هدنة في أعمال العنف بدأت السبت وتستمر أسبوعاً وتشكل شرطاً مسبقاً لتوقيع اتفاق بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان في نهاية الشهر الجاري. وحُدد موعد تطبيق الهدنة التدريجية اعتباراً من منتصف ليل السبت. أما الاتفاق بين الطرفين، فيفترض أن يتم توقيعه في 29 فبراير شرط تراجع الهجمات على كل الأراضي الأفغانية، كما تشترط واشنطن. الأممالمتحدة: مقتل 3500 مدني في 2019 وقال سائق سيارة الأجرة في كابول حبيب الله لوكالة الأنباء الفرنسية: "صباح أول يوم يمكنني أن أخرج فيه بلا خوف من أن أُقتل بقنبلة أو بهجوم انتحاري". وأضاف: "آمل أن يستمر ذلك دائماً". وتهدف هذه الهدنة الجزئية أو "خفض العنف" إلى إثبات حسن نية المتمردين قبل أن يوقعوا في نهاية الشهر الجاري اتفاقاً تاريخياً مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من البلاد مقابل ضمانات أمنية. وتريد واشنطن تجنب أن تصبح أفغانستان من جديد ملاذاً للإرهابيين. ويفترض أن يفضي الاتفاق أيضاً إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل البلاد، بينما كانت حركة طالبان قد رفضت طوال 18 عاماً التفاوض مع السلطة الحاكمة. وذكر مصدر من حركة طالبان في باكستان أن هذه المحادثات يفترض أن تبدأ في "العاشر من مارس" المقبل. وينتشر بين 12 و13 ألف عسكري أميركي في أفغانستان حيث خاضت الولاياتالمتحدة أطول حرب في تاريخها. كما تنتشر قوات لدول أجنبية أخرى في هذا البلد. وصرح أحد أعضاء طالبان في إقليم مايوند بولاية قندهار (جنوب): "تلقينا أوامر من قادتنا تطلب منا الاستعداد لخفض أعمال العنف اعتباراً من السبت". لكن حافظ سعيد هدايت القيادي الآخر في الحركة في قندهار، أكد أن خفض المعارك لن يطبق سوى "في المدن والطرق الرئيسة"، موضحاً أن "هذا يعني أن العنف قد يستمر في بعض الأقاليم" الريفية. وكان تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة طرد حركة طالبان من السلطة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وخاض المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، حملة متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أميركي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية. وكان قد قتل العام الماضي نحو 3500 مدني وجرح سبعة آلاف آخرون بسبب الحرب في أفغانستان، وفق ما أعلنت الأممالمتحدة السبت. وأعلنت بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان مصرع 3404 مدنيين وجرح 6989 آخرين العام 2019. وقال الممثل الخاص للبعثة تداميشي ياماموتو: "تأثر جميع المدنيين في أفغانستان شخصياً بطريقة أو أخرى من العنف الجاري". وأضاف: "من الضروري أن تستغل جميع الأطراف هذه الفرصة لإيقاف القتال، لأن السلام تأخر كثيراً، يجب حماية حياة الناس والانخراط في جهود السلام". ويعود تراجع عدد الضحايا بخمسة بالمئة إلى تضرر الفرع المحلي لتنظيم داعش الإرهابي في شرق أفغانستان، وتدمير جزء كبير من قدراته العام الماضي.