تضمنت رؤية المملكة 2030 العديد من البرامج والمبادرات، ومن ضمن هذه البرامج، برنامج جودة الحياة، وهو يعمل على تحسين جودة الحياة في المملكة، من خلال إجمالي 130 مليار ريال، في المشروعات الكبرى مثل مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وهذا يعني تحسين نمط حياة الإنسان، في مكان مناسب، وهو ما كان يعرف بتنمية المكان والإنسان، وتنمية الإنسان هي الأولى لأن المكان مرحلة ثانية، يقال: إن عاصمة الهندنيودلهي، لم يجد فيها المنظمون مكاناً لتقديم، دورة في الحاسب الآلي، إلا أنهم استأجروا قاعة كبرى في السجن، وبعد انتهاء الدورة المكثفة، تخرج المتدربون إلى سوق العمل، فاستقطبتهم الشركات الكبرى، مثل مايكروسوفت. فالأماكن الفندقية، والشطآن الحالمة، والبيئة الساحرة، قد تؤثر في ثقافة الإنسان، بلا شك، وإذا وجدت هذه وغيرها، ولم يكن الإنسان مستعداً، فلا جودة في الحياة. نعم نحن نريد افتتاح مشروعات، لأنسنة المدن من الحدائق والساحات وممرات المشاة والسفلتة والأرصفة والإنارة، والمباني والمرافق البلدية، ودرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار.. لكننا نريد ذبح الكبر على الناس، واغتيال المناطقية، ونبذ التنمر، ووأد الابتزاز، يهمنا أن المحتوى، الإنساني مستعد للتكيف مع هذه المعطيات، لا نريد أن يزحف المكان، ويطغى على جودة الإنسان وجوهره. لذا نحن نحتاج للتخلية قبل التحلية، وأن نفرغ من إنائنا أولاً حتى نضيف من إناء الآخرين، لنصل إلى أفضل الأماكن للعيش فيها، لأن برنامج جودة الحياة يستهدف تحقيق وإدراج ثلاث مدن سعودية على الأقل ضمن قائمة أفضل 100 مدينة للعيش في العالم مع حلول العام 2030.