حين تمَّ تعيين الإسباني فرناندو تريساكو رئيسًا للجنة الحكام في الاتحاد السعودي تفاءلت بالقرار عطفًا على السيرة الذاتية للرجل الذي نال ثقة الفيفا في عدد من المناصب المهمة سواءً مديرًا لإدارة التحكيم من 2004 إلى 2007، أو مديرًا لتطوير الحكام من 2008 إلى 2016، وتوقعتُ أن يظهر نجاحه سريعًا بحكم علاقاته وعمله الطويل في الفيفا والاتحاد الأوروبي في إحضار حكام أجانب مميزين على الأقل، على أن يُمنح مزيدًا من الوقت للحكم على نجاحه في الخطط الطويلة والمشروعات التي تحتاج إلى وقتٍ أطول للحكم عليها!. حدث العكس - مع الأسف - فالحكام الأجانب الذين يحضرون في الأشهر الأخيرة هم الأسوأ منذ مواسم، وحكام الدول المتواضعة كرويًا عادوا بقوة إلى الدوري السعودي، وأصبح حكام أوروبا الشرقية وحكام (أبو نجمة) في أوروبا هم أبطال المشهد، وعادت الأخطاء التحكيمية الكوارثية التي لم تكن موجودة بهذا الشكل كمًا ونوعًا حتى قبل وجود تقنية VAR، والمصيبة أنَّ تريساكو يعترف بإحضاره حكامًا من الدرجة الرابعة أو الخامسة؛ مبررًا ذلك بارتباط الحكام المميزين بالدوريات القوية ومنافسات الاتحاد الأوروبي، وكأن هذه الدوريات والمنافسات لم تكن موجودة في الموسمين الماضيين اللذين شهدا حضور نخبة الحكام الأوروبيين للدوري السعودي بأعدادٍ كبيرة!. الغريب أن تريساكو لم يتعرض حتى الآن لمثل تلك الهجمات التي تعرض لها الإنجليزي مارك كلاتنبيرج الرئيس الأسبق للجنة الحكام السعودية، الذي كان هدفًا لهجوم متواصل قاده إعلام وجماهير وإدارة النصر التي صرح رئيسها السابق بأنَّه كان وراء إقالته من منصبه، وللجميع أن يتساءل مثلي: ما المعايير التي يقومون بناء عليها بالهجوم على مسؤولٍ ما والرضا والسكوت عن آخر؟ هذا يذكرني أيضًا بسكوتهم عن بلاوي حكام تقنية VAR وهم الذين استطاعوا في وقتٍ سابق أن يضغطوا على اتحاد القدم لإصدار قرارٍ بإبعاد الفريق الإماراتي المتخصص بهذه التقنية، الذي أثبتت الأيام أنَّه أفضل بمراحل من حكام بولندا وبيلاروسيا الذين يحضرهم اليوم تريساكو بحجة عدم قدرته على إحضار حكام VAR من إنجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا!. ماذا تغيَّر بين الأمس واليوم؟! ولماذا لا نشاهدهم يهاجمون تريساكو اليوم كما كانوا يهاجمون كلاتنبيرج بالأمس رغم أنَّ الأخطاء التحكيمية بالمجمل أصبحت أكثر فداحة وتأثيرًا؟! ولست أدعو هنا للهجوم على تريساكو بقدر ما أدعو الجميع للتأمل في معايير أولئك وتوجهاتهم الإعلامية وبوصلتهم التي تتحكم في رياح ضجيجهم الذي يلقى - مع الأسف - في كثير من الأحيان أذنًا مصغية لدى بعض المسؤولين إما طمعًا في إرضائهم وإما خشيةً من ضوضائهم!. قصف * لا بد من الإشادة هنا بخط دفاع النصر الذي أنهى الجولة ال17 بدون أن تحتسب عليه أي ضربة جزاء، وهو إنجاز يتطلب بلا شك عملًا فنيًّا وإداريًّا كبيرًا!. * غدًا تنطلق النسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا التي يحمل الهلال لقبها، والآمال كبيرة بالنصر والأهلي لتحقيق اللقب الأول في تاريخهما، أمَّا التعاون فأخشى أنَّه شارك في الوقت الخاطئ!. * انتقال عبدالعزيز الدوسري للنصر صفقة معلم تحسب للدوسري ووكيله!. * أمام الرائد عاد السوبر إدواردو إلى مركزه فعاد إدواردو السوبر!.