ركزت رؤية المملكة 2030 على تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، في عصر الثورة الرقمية وظهور التقنيات الحديثة، والاستثمار في التقنيات الأمنية المتطورة التي ستساعد على تحقيق أهداف وبرامج الرؤية، ولذلك جاء اهتمام المملكة بتعزيز أمنها السيبراني، الذي يحقق لها أعلى معايير الأمن والموثوقية الدولية، ويدعم استثمار الفرص الاقتصادية والتنموية التي تتيحها التغيرات التقنية المتسارعة. إنجازات المملكة ومبادراتها في تحقيق الأمن السيبراني تتواصل، فهو إحدى الركائز الرئيسة للمنظومة التقنية بالمملكة، وقد جاء الإعلان عن تبني الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء خلال المنتدى الدولي للأمن السيبراني المنعقد في الرياض، لمبادرتين دوليتين لتعزيز حماية الفضاء السيبراني؛ الأولى مبادرته الدولية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، والثانية مبادرته لتمكين المرأة في الأمن السيبراني، ليؤكد اهتمام المملكة بهذا المجال، وإدراكها لأهمية ما تشكله تلك المخاطر من تهديدات عالمية على مستوى الدول والأفراد، وتكثيف الجهود لإيجاد عالم سيبراني آمن للجميع، والأطفال والنساء من أكثر الفئات المستهدفة لتهديدات الفضاء الإلكتروني. المملكة سجلت العديد من الإنجازات في أمنها السيبراني، وحققت المركز 13 في المؤشر العالمي للأمن السيبراني الصادر مؤخراً من الاتحاد الدولي للاتصالات من بين 175 دولة، والمرتبة الأولى على مستوى الدول العربية، وحالياً تستضيف المنتدى الدولي للأمن السيبراني والذي يتزامن مع رئاستها لمجموعة العشرين لعام 2020، وهدفها من استضافة المؤتمر الذي يجمع أبرز صناع القرار والخبراء، مواجهة المخاطر الإلكترونية وتعزيز الأمن السيبراني والتعامل الفعال مع تهديداته. ريادة المملكة في مجال الأمن السيبراني يؤكدها تصديها للكثير من الهجمات قبل سنوات على بعض أنظمة الشركات الكبيرة بغرض تدمير أنظمتها الإلكترونية، وخطورة الهجمات السيبرانية أن أضرارها الاقتصادية تماثل أضرار الحروب التقليدية، ووفقاً للإحصاءات العالمية فإن هجمات الأمن السيبراني هددت أنشطة تقدر بستة تريليونات دولار تعادل 70 % من الاقتصاد العالمي، ومع الثورة الرقمية تزايدت مخاطر الهجمات على الأنظمة والأجهزة الحساسة، وبعضها يتم تمويلها على مستوى الدول الخارجية التي تمتهن الإرهاب الدولي، وهذا ما دفع المملكة إلى تعزيز أمنها السيبراني، خاصة بعد إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والاستثمار في تطوير الكفاءات البشرية القادرة على التعامل مع هذه التهديدات الخطيرة.