ترمب يعلن صفقة القرن التي تعزل الفلسطينيين عن حدود أراضيهم لما قبل 1967 وعن عاصمتهم القدس ويطالبهم بالموافقة والرئيس الفلسطيني محمود عباس يرد أنّ «القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر»، مضيفاً أن «مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقِط حقاً ولن تنشِئ التزاماً.. سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل.. تعدّ سافر على حقوق الشعب الفلسطيني، ونحن نعلم جميعاً أن إسرائيل التي زرعها الاستعمار الغربي بقيادة أوروبا في أرض العرب والإسلام هي بمثابة النصل الذي غرس في جسد الأمة العربية والإسلامية لاغتيالها، أو بمثابة الورم الخبيث الذي ينخر في جسد هذه الأمة، وهذا هدفهم الأساسي.. جعل هذه الأمة تعاني من عاهة مستديمة أو شلل لا تستطيع معه الحركة والنهوض لأداء دورها الحضاري الذي نالت به إعجاب العالم عندما كان العالم أجمع وبما فيه الغرب نفسه يعيش في تخلف وجهل ومرض وظلام. إسرائيل هي سبب التخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه أمتنا العربية بصفة خاصة والإسلامية بصفة عامة، لأنها جعلت شغلنا الشاغل إرجاع ما احتلته من أراض عربية، سواء بالمفاوضات التي ستطول، وذلك بقصد منهم، أو بالحرب كما حصل في جميع حروبنا معها.. العالم كله يحارب الإرهاب وإسرائيل هي قلعة الإرهاب، ومن وجهة نظري أن أي حل في أي قضية يلغي أحد الأطراف فإن مصيره الفشل، وهذه الصفقة لن تنجح لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر تعليقها بطبيعة الانتخابات المقبلة. وهي تندرج في إطار دعم أميركي لنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، كما أن ترمب سوف يوظفها في حملته الانتخابية المقبلة لكسب الأصوات اليهودية وكذلك تجاهلها الطرف الفلسطيني تجاهلاً كلياً. هناك انقسام فلسطيني متعمق غير قابل للترميم قد سبب انشطاراً في القاعدة العربية المساندة لقضية العرب الأولى القضية الفلسطينية التي سعت السعودية جاهدة لحل تلك القضية وحل ذلك الانقسام وقد جمع المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله الأطراف الفلسطينية في مكة لحل هذا الانقسام، وقد تم الاتفاق بينهم ولكن يبدو أن حماس تدار من قبل أجندة لا تريد الخير للفلسطينيين. وموقف المملكة ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأكد ذلك خادم الحرمين الشريفين للرئيس الفلسطيني بعد خطة ترمب أن موقف المملكة ثابت من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم، وقوف السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقق آماله وتطلعاته. دون شك أن قرارات الرئيس ترمب مجحفة وهاضمة للحقوق الفلسطينية وأولها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها هذا قرار سلبي، وله تداعيات خطيرة، مما يجعل الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة ملزمة بحماية الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني في القدس، وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، والمبادرة العربية للسلام.. وهذه الخطة أو الصفقة التي أعلنها ترمب قد زادت الطين بلة، واتسع الشق على الراتق وستكون لها تبعات خطيرة جداً، ولذا على العالم الحر والمنصف الوقوف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه المشروعة.