قتل متظاهر عراقي شاب بالرصاص الحي ليل الأربعاء الخميس في مدينة البصرة النفطية الجنوبية، بحسب ما قال مصدر أمني ولجنة حقوقية لوكالة فرانس برس الخميس، ليرتفع إلى 12 عدد قتلى الاحتجاجات خلال ثلاثة أيام في العراق. وشهدت حركة الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي تراجعاً، بعدما قتلت الولاياتالمتحدة بواسطة طائرة مسيّرة مطلع يناير الحالي رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب بغداد. ولاستعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، بدأ المحتجون مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية، لكنهم ووجهوا بعنف متزايد أيضاً. وقال مصدر أمني لفرانس برس إن شاباً قتل بالرصاص في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء بيد مسلحين مجهولين، أثناء مغادرته ساحة التظاهر المركزية في مدينة البصرة بجنوب العراق. وأشار المصدر إلى أن الشاب لم يكن يحمل أوراقاً ثبوتية، وانتظرت الشرطة أحد أفراد عائلته لتحديد هويته، مضيفاً أنه تم فتح تحقيق ضد "مهاجمين مجهولين". وكانت هذه الليلة الثانية على التوالي التي يغتال فيها ناشط في البصرة، بعد مقتل الناشطة المدنية جنات ماذي (49 عاماً) بهجوم مسلح في التوقيت نفسه ليل الثلاثاء. وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ الاثنين إلى 12 متظاهراً، بحسب المفوضية العراقية لحقوق الإنسان. وأشارت المفوضية إلى مصرع أربعة متظاهرين في بغداد، وواحد في ديالى، واثنين في كربلاء، وخمسة في البصرة عموماً. وقال عضو المفوضية علي البياتي لفرانس برس إن "العنف ضد المتظاهرين مستمر بشكل واضح". وأضاف أن "الجماعات المسلحة المجهولة التي تستهدف المحتجين تظهر أن قوات الأمن غير قادرة على حماية المواطنين". واتهم المتظاهرون السلطات بالازدواجية في التعاطي مع المسائل الأمنية، إذا أنها تعتقل على الفور أي شخص يقطع الشوارع بإطارات مشتعلة، ولكنها غير قادرة على اعتقال أولئك الذين خطفوا وقتلوا عشرات الناشطين. وتجمع مئات الطلاب في البصرة صباح الخميس للاحتجاج على عمليات القتل، ورفعوا لافتات كتب عليها "اعطونا وطنا". وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 470 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مسعفين ومصادر أمنية ومفوضية حقوق الإنسان العراقية. من ناحية اخرى دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس الخميس أنصاره إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات المطالبة بإخراج القوات الأمريكية من العراق، والمقرر أن تنطلق اليوم في حي الكرادة ببغداد. وقال الصدر، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" :"لقد دقت ساعة الاستقلال والسيادة، فهل أنتم عاشقون للوطن؟". وأضاف: "يا عشاق الوطن، هبوا لنصرة المعشوق فهو يستصرخكم". وكتب مخاطبا أتباعه: "أبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون، لا فساد فيه ولا غزاة، فهمم العشاق تزيل الطغاة". وكان الصدر قد عاد إلى محافظة النجف العراقية قادما من إيران للمشاركة في المظاهرة "المليونية".