أوضح المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، براين هوك أن تحييد قاسم سليماني من المشهد الإيراني بعد سنوات من تطبيق العقوبات ضده ومطالبات المجتمع الدولي لإيران بالتخلي عن السياسة التوسعية التخريبية ينقل الضغوطات على إيران لمستوى جديد ويؤكد لطهران أنه لا بديل عن تغيير سلوكها والتخلي عن استراتيجيتها للسياسات الخارجية. وقال هوك في تصريح خص به «الرياض»: «القوات الأميركية تعرضت لمحاولات هجوم عديدة من الجانب الإيراني في العراق في السنة الأخيرة حيث كان يردد الرئيس ترمب بوضوح بأنه سيرد ولن يطول الصبر على سلوك إيران التخريبي». ذاكراً أن الولاياتالمتحدة لا تزال مستعدة لشن هجمات دفاعية تردع سلوك إيران المعادي للولايات المتحدة والمنطقة والذي أدى إلى مقتل آلاف المدنيين في سورية وغيرها من الدول. وأكّد مسؤول في القيادة المركزية الأميركية ل»الرياض» عدم تلقي الولاياتالمتحدة لأي طلب من الحكومة العراقية بمغادرة الجيش الأميركي حيث تستمر القوات الأميركية بمهامها لتأمين الأهداف الاستراتيجية لأميركا والمنطقة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي وشن الهجمات الدفاعية إذا ما تعرضت مهمة محاربة الإرهاب للعرقلة من أي طرف بما في ذلك إيران. مضيفاً؛ حتى الآن لا يزال التنسيق بين الجانب العراقيوالولاياتالمتحدة مستمراً حيث يتم عقد الاجتماعات المشتركة وتقاسم الأعباء والمهام لتستمر الشراكة الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق استقرار وازدهار العراق. من جانبه قال الباحث السياسي سعيد قاسمي نجاد من معهد واشنطن ل «الرياض»: «العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على إيران يوم الجمعة تؤكد أن إدارة ترمب كسرت أسطورة النظام الإيراني للأبد بعد أن أظهرت ضعفه وعجزه على الرد على مقتل قاسم سليماني، الرجل الثاني في النظام الايراني حيث جاء الرد الإيراني ضعيفاً ولم يتسبب بأي مكسب لإيران ولا أي خسارة للإدارة الأميركية وبالتالي سيكون الضغط على النظام الإيراني في المستقبل أسهل بالنسبة لإدارة ترمب وأي إدارة أميركية قادمة تقرر معاقبة إيران على سلوكها». وأضاف؛ معاقبة الولاياتالمتحدة الجمعة لعلي شامخاني، رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني ومحسن قومي، المستشار المباشر لخامنئي وفرض عقوبات اقتصادية جديدة مشددة على إيران هي صفعة جديدة تتلقاها إيران بعد ردها الضعيف على مقتل سليماني حيث كانت طهران تنتظر استرضاءً أميركياً لإيران برفع العقوبات أو الدخول في مفاوضات مربحة لإيران، كما تعني العقوبات على هذه الشخصيات التي تأتي في أهميتها بعد قاسم سليماني أن واشنطن تعرف المخططين الأساسيين للسلوك التخريبي لنظام ايران وتسعى لتحييدهم. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثناء الإعلان عن العقوبات الأميركية على ثمانية مسؤولين ايرانيين أن واشنطن مصممة على ضرب جهاز الأمن الداخلي للنظام الإيراني حيث سيتم إلحاق العقوبات الحالية بعقوبات جديدة في المستقبل لحرمان إيران من مخططيها الأساسيين والشركات المتبقية بأيدي هؤلاء والتي يتم توجيهها لتمويل السلوك الإيراني التخريبي الذي أفسد حياة المواطنين في إيران والمنطقة.