أعلن الجيش الليبي، أمس الثلاثاء، أن قواته تقدمت إلى ما بعد مدينة سرت، للسيطرة على مواقع جديدة. وأكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية على «فيسبوك»، أن الوحدات العسكرية تتقدم إلى ما بعد مدينة سرت وتبسط سيطرتها على مواقع جديدة غربي المدينة. من جهته، أعلن رئيس أركان القوات البحرية الليبية، فرج المهدوي، بدء تقدم قوات الجيش الليبي نحو مدينة مصراتة التي تسيطر عليها أقوى الميليشيات المسلّحة التابعة للوفاق وأكثرها عدداً، وذلك بعد سيطرته، الاثنين، بالكامل على مدينة سرت الاستراتيجية. وحسب موقع «العربية.نت» خريطة جديدة لانتشار الجيش الليبي بعد سيطرته على مدينة سرت وتوسّعه ميدانياً على حساب قوات الوفاق، أظهرت تطويقاً كاملاً لمدينة مصراتة من كل الاتجاهات، بعد بسط قواته نفوذها على كل المداخل والمخارج المحيطة بالمدينة، وإحكام قبضته على جميع المواقع الاستراتيجية التي كانت تستخدمها قوات مصراتة إما لمهاجمة الجيش أو لتلقي الدعم العسكري التركي، ويتعلق الأمر خاصة بقاعدة القرضابية الجوية بمدينة سرت. وقال اللواء فرج المهدوي، إن السيطرة على مدينة سرت ستضيق الخناق على الميليشيات المسلّحة وخاصة المتواجدة بمدينة مصراتة، حيث سيقطع الجيش الإمدادات العسكرية على الميليشيات التي كانت تصل إليها من تركيا عبر قاعدة القرضابية الجوية، مضيفاً «لقد حرمتنا الميليشيات من مدينة سرت وأصبحت الآن مصراتة هدفاً لنيران الجيش الليبي من أقرب نقطة». يذكر أن سلاح الجو التابع للجيش الليبي شن أمس الثلاثاء، غارات جوية استهدفت تجمّعاً لميليشيات مصراتة في منطقة تاورغاء وغرفة عمليات كتيبة حطين في مصراتة، وفق ما أفادت غرفة الكتيبة 134 حماية قاعدة الوطية الجوية. في الأثناء بارك أعيان وأهالي مدينة سرت انتصارات القوات المسلحة وتحريرها مدينتهم من قبضة الميليشيات والجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر عليها، وأكدوا في بيان أن هذه الانتصارات تؤذن بميلاد فجر جديد من الحرية والعزة والكرامة للشعب الليبي، مؤكدين في البيان الذي تحصلت «البيان» على نسخة منه أن سرت وأبناءها يقفون مع القوات المسلحة ضد كل من يحاول خيانة الوطن وبيعه للمستعمر التركي. وارتفعت أصوات الأغاني والزغاريد ومنبهات السيارات في كافة أرجاء المدينة إعلاناً عن نهاية كابوس استمر مدة تسع سنوات، وخرج السكان المحليون في مسيرات عفوية لمعانقة أفراد الجيش الوطني الذين ينتمي أغلبهم إلى قبائل سرت مثل القذاذفة ومعدان والفرجان والمغاربة وورفلة والطرشان والمزاوغة والعشائر المنحدرة من مصراتة وترهونة. ودعا المجلس البلدي بسرت جميع المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية والقطاعات إلى مباشرة عملها، وبارك عميد المجلس مختار المعداني، دخول قوات القيادة العامة المدينة، مؤكداً أن «مدينة سرت كانت مهمشة وخاصة بالنسبة لملف التعويضات المالية لأصحاب المساكن المدمرة»، كاشفاً في هذا الصدد عن إجراءات عاجلة ستتخذ لإعادة إعمار المدينة.