اعتاد متابعو الرياضة على ظهور رؤساء الأندية بشكل كبير يصل إلى حد الإزعاج في وسائل الإعلام؛ لإطلاق التصريحات من الملعب بعد كل مواجهة لفريقهم، كما أنهم لا يتوانون عن المشاركة في البرامج الرياضية اليومية سواءً بالاتصال أو الاستضافة، فضلاً عن الحبر الذي استهلكته الصحف في كتابة التصريحات واللقاءات، وهذا ما جعل مشجعي بعض الأندية يطالبونهم بالصمت والانشغال في تطوير النادي والمنافسة على البطولات، قبل أن يظهر في يونيو الماضي أنموذج صامت آثر الابتعاد عن الظهور الإعلامي دون أن يحدث جدلاً أو يخرج عن النص، مفضلاً أن تتحدث إنجازاته عنه، وهو ما حدث بالفعل مع رئيس مجلس إدارة الهلال فهد بن نافل. الشاب النحيل الذي دخل قلوب الهلاليين بعد فترة قصيرة من رئاسته لأكبر أندية القارة الصفراء، لا تظهر صورته سوى في توقيع العقود مع الرعاة أو اللاعبين أو في مواجهات «الزعيم» وتدريباته، ولم تعرف المايكروفونات صوته إلا في حديثٍ مقتضب بعد الإنجاز القاري. وعلى الرغم من الانتقادات التي لاحقته منذ توليه دفة السفينة الزرقاء بسبب التعاقد مع المدرب الروماني رازفان لوشيسكو الذي وُصِف بالمغمور، مروراً بالضغط الذي واجهه بسبب تأخره في التعاقد مع لاعب منتصف الميدان الكولومبي غوستافو كويلار، إلا أن ابن نافل التزم الصمت وراهن على عمله وخطته وسعى خلف تحقيق أهدافه، متوجاً ذلك الصمت والعمل المُتقَن بأضخم عقود رعاية تدخل «الخزينة الزرقاء»، وحقّق خلال ستة أشهر البطولة التي استعصت على «الزعيم» 17 عاماً. «الرئيس العالمي» حقق أولويات مهمة خلال فترة قصيرة؛ إذ إنه أسرع رؤساء الأندية السعودية وصولا إلى نهائي دوري أبطال آسيا بالنسختين القديمة والجديدة، كما أنه احتاج إلى 150 يوماً فقط لإعادة الكأس القاري إلى خزائن «الزعيم»، وخلال خمسة أشهر من جلوسه على الكرسي الأزرق تم تأسيس شركة نادي الهلال الاستثمارية كشركة مساهمة مقفلة، وهي الأولى من نوعها على مستوى الأندية السعودية، وتُعد تأسيساً لتخصيص النادي وطريقاً لاعتماده على مداخيله بعيداً عن الهبات التي كان يعتمد عليها منذ تأسيسه. فهد بن نافل