برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة معهد مسك للفنون، افتتح سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد ومعالي الأستاذ بدر العساكر مطلع هذا الأسبوع صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية، الذي أعاد معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك الخيرية) إحياءها بعد ضمها ضمن منصاته، لتستعيد دورها الرئيسي في تحفيز الساحة الفنية السعودية، ولتكون قاعة لعرض الأعمال الفنية، وتبادل الخبرات الإبداعية والمعرفية. وتأتي هذه الخطوة لإعادة إحياء الدور المهم الذي لعبته الصالة في دعم الفنانين والفنانات السعوديات في بداياتهم، حيث احتضنت الكثير من المواهب الشابة، وعُرض فيها أعمال العديد من الفنانين من جيل الرواد والأوائل، وقد أسست لمرحلة مهمة من مراحل الفنون البصرية السعودية، كما كانت شاهدة على التطورات الكُبرى في حركة الفن التشكيلي في المملكة. حكاية مكان وتمثل حفل الافتتاح في إطلاق معرض "حكاية مكان"، الذي يستمر حتى 13 فبراير احتفالاً بمرور 35 عاماً على تأسيس الصالة، واستعرض تاريخ العقد الأول لمسيرتها، كما قدم أعمالاً ووثائقاً وإنجازات، وأرشيفاً كاملاً من كتيبات المعارض الفنية خلال 10 سنوات، والتي أقيمت في الفترة ما بين (1406ه- 1416ه/ 1986م- 1996م) كما عرض أسماء الفنانين المشاركين في تلك الحقبة وصورهم تخليداً لذكرهم وما قدموه للفن السعودي. «الصالة» أسست لمرحلة مهمة من مراحل الفنون البصرية السعودية هذا وعمل المعهد خلال الفترة الماضية على تهيئة الصالة، وإضافة عدد من المرافق والخدمات، لتفتح أبوابها بحلة جديدة وعصرية، ذات طابع متحفي تاريخي، تعليمي وتفاعلي، مستهدفة بذلك شرائح متنوعة بداية من المهتمين بالثقافة والفنون وحتى طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس. يُذكر أن الصالة تأسست عام 1985م بمكرمة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- تحت اسم "صالة الفنون التشكيلية"، وأُعيد تسميتها باسم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- تقديراً لجهوده التي بذلها لدعم الفن والفنانين، حيث تعد أول صالة حكومية مخصصة للفنون التشكيلية في العاصمة الرياض، وشكل افتتاحها بداية عهد جديد في حركة الفنون التشكيلية، والتي كانت المحطة الرئيسية لأبرز المعارض الفنية المحلية والدولية، وهي أكبر صالة فنية في مدينة الرياض من ناحية المساحة، والتي تبلغ 5600 متر مربع. الجدير بالذكر أن القيم الفني على المعرض د. إيمان الجبرين، وقد ضم أيضاً فيلمين وثائقيين يعرضان لأول مرة للجمهور، يظهر فيها تسجيلات قديمة تعود لعام 1980م (قبل 40 عاماً) توثق معرض الفنان محمد السليم المقام في فلورنسا، ومعارض صفية بن زقر الثلاثة في جنيف وباريس ولندن، كما أنه يقدّم أعمال صفية بن زقر لجمهور الرياض بعد انقطاع طويل. بداية الحكاية بدأت قصة الصالة في الريّاض، من معهد العاصمة النموذجي الذي كان مثالاً يحتذى به للصرح التربوي المتكامل، فبالإضافة إلى برامج التعليم العام التي تقدم لطلبة الابتدائية والمتوسطة والثانوية سعى المعهد إلى تقديم خدمات تعكس الاسم الذي يحمله، فأنشأ مسرحاً للطلبة، ومتحفاً للتراث، وقاعة لعرض الوسائل التعليمية، ومعملاً للغات، وآخر للحاسب الآلي، ومعامل للعلوم. وفي عام 1398ه/1978م قرر المدير العام للمعهد آنذاك، د.صالح بن راشد البكر (رحمه الله)، إنشاء نادٍ للطلبة ضمّ بداخله صالات ألعاب رياضية، ومسبحاً أولمبياً بالإضافة إلى مسبح تعليمي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بصفته أميراً لمنطقة الرياض في ذلك الوقت. ثمّ أمر البكر بإنشاء مكتبة نموذجية بجوار النادي في مساحة تزيد على 1000 متر مربّع، زوّدت بأمهات الكتب وخصص جزء منها للأطفال. وإيماناً من المعهد بمسؤوليته الاجتماعية كانت أبواب مرافقه كالمسابح والمكتبات مفتوحة لطلبة التعليم العام والجامعي في أيام مخصصة أسبوعياً جاعلاً المعهد محطّ أنظار الجميع. فيلمان وثائقيان يعرضان لأول مرة تظهر فيها تسجيلات قديمة (قبل 40 عاماً) في هذه الفترة كانت الحركة التشكيلية السعودية تشق طريقها قدماً في مختلف مدن المملكة، لكنّ مدينة الرياض ظلّت لفترة من الزمن تفتقر لوجود صالات مخصصة للفنون التشكيلية، حيث كانت "الصالة العالمية" آنذاك المكان الوحيد المخصص لعرض الأعمال الفنية في مدينة الرياض. ورغم أن "الصالة العالمية" لعبت دوراً كبيراً منذ افتتاحها على يد الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- في 7/2/ 1401ه، إلاّ أنها صالة خاصّة تعود ملكيتها للفنان الراحل محمد بن موسى السليم وتأسست بتمويل شخصي منه. لذا كثيراً ما وجد المنظمون أنفسهم مضطرين للبحث عن أماكن أخرى لتعويض النقص، فعرضوا في قاعات الأندية الرياضية والثقافية، المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى ردهات الفنادق وصالات المؤتمرات التي كان أشهرها آنذاك صالة الملك فيصل التابعة لفندق الإنتركونتيننتال بالرياض بالقرب من معهد العاصمة. من هنا جاءت الحاجة لإنشاء صالة حكومية مخصصة للفنون التشكيلية، وبمبادرة من إدارة معهد العاصمة بمكرمة ملكيّة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ولدت صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة للمعهد وذلك باكتمال بنائها عام 1405ه/1985م وحملت اسم "صالة الفنون التشكيلية"، معلنةً بداية مرحلة جديدة في مسيرة الفنون التشكيلية بالرياض. أهم معارض الشباب بالصالة كانت المعارض التي تقيمها رعاية الشباب متنوعة، منها ما هو دوري ومنها ما هو مستحدث، ولكن من المعارض المهمّة التي تكررت إقامة دوراتها بالصالة "معرض المقتنيات"، وهو أقدم معارض رعاية الشباب؛ بدأت دورته الأولى عام 1396ه/1976م. كان "معرض المقتنيات" يقام بهدف اقتناء الأعمال الفنية السعودية تمهيداً لتكوين مجموعة متحف الفن السعودي الحديث والمعاصر مقابل جوائز مالية تمنح لأصحاب هذه الأعمال. وقد كانت دورته العاشرة التي أقيمت عام 1408ه/1988م هي أولى الدورات المقامة في الصالة، ثم أقيم بها عدد من دوراته اللاحقة. ومن المعارض الأخرى الشهيرة التي استضافتها الصالة "معرض الفن السعودي المعاصر"، وذلك بدءًا من دورته الثامنة التي أقيمت في العام نفسه (1408ه/1988م). وما يميّز "معرض الفن السعودي المعاصر" الذي استحدثته رعاية الشباب عام 1399ه/1979م، عن "معرض المقتنيات" أنه يستهدف عرض آخر مستجدات الحركة الفنية التشكيلية، كما أنه يقدّم للفائزين جوائز مالية أعلى. الأمير نواف بن فيصل وبدر العساكر خلال افتتاح المعرض جانب من المعرض صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية