لقبان على مستوى المنتخبات وأربعة للأندية رسمت خريطة الهيمنة العربية على البطولات المختلفة بالقارتين الأسيوية والإفريقية خلال عام استثنائي لكرة القدم العربية في 2019. وأحكمت الكرة العربية قبضتها على جميع الألقاب الكبيرة على مستوى الأندية والمنتخبات في القارتين لتعوض الكرة العربية في 2019 إخفاقاتها في 2018 والتي كان أبرزها الخروج المبكر لجميع المنتخبات العربية الأربعة التي شاركت في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وكانت ضربة البداية لهذه الهيمنة من خلال بطولة كأس آسيا 2019 التي استضافتها الإمارات في يناير ومطلع فبراير الماضيين وشهدت مشاركة 11 منتخبا عربيا من بين 24 منتخبا في النهائيات. وتقلص العدد تدريجيا حتى وصل إلى منتخبين فقط في المربع الذهبي للبطولة وهما منتخبا الإمارات صاحب الأرض ونظيره القطري الذي لم يسبق له أن اجتاز دور الثمانية في أي مشاركة سابقة له بالبطولة. وضمنت الكرة العربية مقعدا في النهائي الأسيوي بعدما التقى المنتخبان الإماراتي والقطري في المربع الذهبي قبل أن يحجز الأخير هذا المقعد. وتوج المنتخب القطري مسيرته الرائعة في هذه النسخة من البطولة الأسيوية بفوز ثمين 3 - 1 على نظيره الياباني في المباراة النهائية ليحرز لقبه القاري الأول بفريق يشكل الهيكل الرئيسي للمنتخب القطري الذي ينتظر أن يمثل أصحاب الأرض في بطولة كأس العالم 2022 بقطر. وفي المقابل، كان المنتخب القاري في إفريقيا من نصيب الكرة العربية أيضا حيث انتزعه المنتخب الجزائري من خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في يونيو ويوليو الماضيين. وشاركت خمسة منتخبات عربية في هذه النسخة من البطولة والتي شهدت مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى. ولم يكن المنتخب الجزائري هو الأكثر ترشيحا للقب من بين هذه المنتخبات العربية الخمسة لاسيما مع عدم الاستقرار في الإدارة الفنية للفريق خلال السنوات القليلة الماضية وتولى المدرب الوطني جمال بلماضي مسؤولية الفريق قبل عشرة شهور فقط على المعترك الأفريقي الذي لم يكن تأهل الخضر إليه سهلا. ورغم هذا، قدم بلماضي عملا رائعا مع الفريق وقاده للفوز باللقب دون أي هزيمة في المباريات السبع التي خاضها على مدار مسيرته في البطولة والتي اختتمها بالفوز على نظيره السنغالي في المباراة النهائية. وأحرز المنتخب الجزائري (الخضر) اللقب الأفريقي للمرة الثانية في تاريخه وهو الأول له خارج أرضه حيث كان لقبه الوحيد السابق عندما استضافت بلاده البطولة في 1990. ومثلما هو الحال على مستوى المنتخبات، كانت للكرة العربية السيطرة التامة على ألقاب القارتين بالنسبة للمسابقات الكبيرة للأندية ففاز الترجي التونسي بلقب دوري أبطال أفريقيا والزمالك المصري بلقب كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية) والهلال السعودي بلقب دوري أبطال آسيا والعهد اللبناني بلقب كأس الاتحاد الأسيوي. وشهدت كل من بطولتي الأندية الأفريقية نهائيا عربيا خالصا حيث توج الترجي بلقب دوري الأبطال بعد التغلب في النهائي على الوداد البيضاوي المغربي. ورغم فوزه على الوداد في نهاية مايو الماضي بنهائي دوري الأبطال، لم يضمن الترجي التتويج باللقب القاري إلا بعد ذلك بأكثر من شهرين بسبب الأزمة التي شهدها لقاء الإياب بين الفريقين على استاد "رادس" في تونس والتي شهدت إنهاء الحكم للمباراة بعد فترة توقف طويلة بسبب اعتراض لاعبي الوداد على قرارات الحكم في ظل عدم تشغيل نظام حكم الفيديو المساعد (فار). وتغلب الهلال على أوراوا 1 - صفر ذهابا في الرياض قبل أن يجهز عليه في عقر داره وينتزع فوزا غاليا 2 - صفر على الفريق الياباني باستاد "سايتاما" إيابا ليكون اللقب الثالث للهلال في هذه المسابقة القارية لكنه الأول له منذ عام 2000.