مواطن مسّه الإعجاب، ففِي أي موقع ومكان كان "نظام أبشر" نِعم المُنجز والقدوة في التطوير، فهو فارس هزيمة البيروقراطية. أفصح عن هذه الشهادة كتبت قبل أكثر من عقد من الزمان مقالاً عنوانه "يوم في تاريخ الهوية الوطنية"، كان المشهد يكتظ بالطوابير والملفات الخضراء وبسطات الكَتَبَة. بعد يوم طويل أنجزت مهمتي، وانفتحت أمامي مسؤولية التعبير عن آمالي وطموحاتي كمواطن ينظر لوطنه أن يكون في عداد المتفوقين عالميًا في مخرجات تطور الخدمات اللوجستية مع ثورة تقنية الأساليب والمعلومات. واليوم.. يُطوّقني فخر واعتزاز، بل يحق لنا جميعًا أن نُفاخر بكم الأمم. تلقيت دعوة من وكالة وزارة الداخلية لشؤون التقنية، سعادتي غامرة وأنا أقترب من مقر الوزارة، دخلت من البوابة الرسمية، وسؤال يُحاصرني: تُرى ماذا سأسمع وأرى؟ وصلت إلى الجهة التي تشغلها وكالة وزارة الداخلية للتقنية. استقبلني شباب عند مدخل واحة تعج بأقسام ولوحات وورشة عمل تُعقد، وبدأ الشرح من شباب سعودي مؤهل ومدرّب، ويملك طاقة شغف عالية للتطوير والابتكار، انشرح صدري، وزارة الداخلية في وطني تعج بالتطوير والابتكار لخدمة المواطنين والمقيمين. حي أبشر.. مكان متعدد المرافق تم تصميمه بطريقة مبتكرة ليكون بيئة عمل محفزة للإبداع والابتكار والتغيير والتعلم، من خلال التركيز على العملاء وقدرات شباب الوزارة، ويتكون من أقسام عدة، ومنها: ركن الإبداع والابتكار، قاعة التعلم، قاعة التغيير، ركن الزمالة، والعملاء، والشباب، عيادة الأعمال، وتطبيق الحي. الإلهام.. المصدر الأساس للإلهام في عمل حي أبشر هو حب الإبداع والتطوير، وانعكس هذا على خدمات وزارة الداخلية لتسهيل حياة عملائها من مواطنين، مقيمين، قطاع حكومي أو قطاع أعمال. واحة حي أبشر.. هي الذراع العملياتية التقنية بحي أبشر، وتتم من خلالها بلورة المفاهيم والأفكار التقنية الناشئة من الحي، وتحويلها إلى واقع ملموس تقنيًا باستخدام التقنيات الناشة بالتعاون مع منتسبي وزارة الداخلية والمجتمع والشركات الرائدة تقنيًا، ويمارس في جنباته عديد من الأنشطة التقنية التي تسهم في ابتكار ومعالجة وتطوير الأعمال التقنية للوزارة. المستقبل والطموحات.. النظرة المستقبلية تسير نحو تطوير المفاهيم الإبداعية والملهمة في وزارة الداخلية، والارتقاء لجعل التقنية والإبداع أهم مصدر لتطوير خدمات وزارة الداخلية. الأشياء التي لم تعمل حتى الآن.. ليس فقط نشر الإبداع والابتكار في ديوان وزارة الداخلية بل في جميع قطاعات الوزارة والإمارات؛ لجعلها تتطور وتبدع بنفسها ضمن بيئة تنافسية إبداعية. ازداد فخري وإعجابي، وحان موعد اللقاء والتشرف بمقابلة ربّان سفينة التقنية والتطوير، سلّمت عليه وبادرته بالسؤال: بماذا تُفكّر فيه الآن يا سمو الأمير؟ أجابني: كل يوم أقول: حان وقت التطوير، ما الأعمال التي لم نقم بها؟ وكيف نُنجزها لتخرج أفضل كفاءة وفعالية؟ وكان حديث سموه الكريم يدل على عمق علمٍ وتجربةٍ ومعرفةٍ ورؤية، وتواضع أمير وعالم ومسؤول. قُلت له: عوائد عظيمة وفرتها خدمات أبشر الإلكترونية على الاقتصاد والإنتاج والمرور والمواصلات والبيئة، ووضعت وطننا في مستوى يليق به، وملكية فكرية سعودية يمكن استثمارها تجاريًا كما تفعل شركات عالمية. ودّعت سمو الأمير بندر بن عبدالله المشاري آل سعود مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية، ونظرت لمكونات حي أبشر الذي يعكس الاهتمام بالإبداع والتطوير والابتكار، ويحتل الحيّز الأكبر من المساحة المخصصة لمكتب الأمير. هكذا هُم الملهمون المبدعون، يستشعرون حجم المسؤولية، يتلذذون كل دقيقة برائحة وطعم ما يصنعون، قريبون من فرق العمل، يُغدقون عليهم طاقة شغف إيجابية. وأثناء كتابتي للمقال، انطلقت بشائر منصة أبشر، ودشن سمو وزير الداخلية خدمات إضافية جديدة، للأحوال المدنية، المرور، والجوازات. لمن يقفون على رعاية وتطوير خدمات أبشر، نقول لهم: نعم نُفاخر بكم الأمم.