تتميز العلاقات السعودية - الكويتية بقوتها وعمقها التاريخي، والذي يصل مداه إلى نحو 130 عاماً، عندما حلّ الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمهما الله - ضيوفًا على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض العام 1902، ومرت هذه العلاقات بمراحل تاريخية مميزة، منذ توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده، كانت بمثابة علاقة الأخ بأخيه، بين ملوك هذه البلاد وأمراء الكويت الشقيقة، وكانت نموذجاً مثالياً لبناء العلاقات بين الدول في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ولذلك جاء توقيع المملكة والكويت على اتفاقية ملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين البلدين، ومذكرة تفاهم تتعلق بإجراءات استئناف الإنتاج النفطي في الجانبين، كترجمة للعلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، كما عبر عن ذلك الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، وترجمة للجهود الكبيرة التي بذلها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء في التوصل لهذه الاتفاقية التاريخية، وبما يحقق المصالح المشتركة للطرفين. العلاقة بين المملكة والكويت تميزت بصور راسخة من التعاون، ولها امتداد تاريخي وسياسي، وتتسم بالعقلانية والحكمة في معالجة القضايا، وهي قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون في مختلف المجالات، ولا يمكن أن تتأثر بأي أحداث أو ظروف وقتية، وتتجاوز الحديث بين دولتين متجاورتين بحدود جغرافية ومكانية، إلى علاقات بين شقيقين يرتبطان بأواصر القربى والمصير الواحد المشترك، وشعبين يعيشان كشعب واحد في دولة واحدة. المؤكد أن توقيع المملكة مع الكويت على اتفاقية ملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة، ومذكرة استئناف الإنتاج النفطي، سينقل العلاقات بين البلدين إلى مزيد من التقدم والازدهار، وإلى آفاق أرحب بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز التعاون، واستشراف آفاق المستقبل لتحقيق المزيد من الإنجازات والشراكات خاصة تطوير الحقول النفطية، ويجب أن يتناسب العمل مع طموحات وتطلعات قيادة وشعبي البلدين، في التطوير والإنجاز والعمل، والمحافظة على ديمومة واستمرار تدفق الثروة البترولية من هذه الحقول المهمة.