منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظة الله مقاليد الحكم وإطلاق رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظة الله رؤية المملكة 2030 والتي من ضمن ركائزها توطين الصناعة ورفع المحتوى المحلي والمملكة تسير بخطى متسارعة نحو تحقيق أهداف هذه الرؤية ولعل ما يهمنا في هذا المقال هو توطين الصناعة العسكرية والتي وجه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالعمل على رفع المحتوى المحلي من هذه الصناعة ليصل ما نسبة 50 % بدلاً من 4 % خلال السنوات الماضية. ولعل الجميع يدرك أهمية توطين الصناعة العسكرية ونقل التقنية لتكون رافداً من روافد الاقتصاد الوطني ودعماً مباشراً للقوات المسلحة السعودية في توفير احتياجاتها كماً ونوعاً في وقت قياسي دون الاعتماد الكلي على الاستيراد المباشر. ومن هذا المنطلق قامت شركة مشاريع الدفاع للصناعات العسكرية بالعمل على توطين هذه الصناعة من خلال الشريك الأجنبي نقل التقنية وتدريب الكوادر السعودية لتكون نواة لهذه الصناعة من أجل العمل على تطويرها لتماثل المنتج الأجنبي بل للتفوق عليه من حيث الجودة والسعر وبالتالي المنافسة ليس فقط في الأسواق المحلية بل الأسواق العالمية كذلك. وهنا جاء اختيار توطين صناعة (التجهيزات الفردية للجندي المقاتل) بناء على الخبرات المتراكمة لدى القائمين على الشركة من خلال معرفتهم الدقيقة بتقنيات هذه الصناعة وحجم السوق ونقاط قوة وضعف المنتج المنافس. وها هو مصنع مشاريع الدفاع للصناعات العسكرية يزف اليوم أول منتجاتها من التجهيزات الفردية على أعلى المواصفات الفنية للسوق المحلي معلناً بذلك تحقيق أولى خطوات النجاح في سبيل تحقيق رؤية 2030. والجدير بالذكر أن خطة الشركة لا تتوقف عند هذه النقطة بل تسعى لتوطين صناعة المواد الخام المستخدمة في هذه الصناعة وتوفير جميع المواد الخام من السوق المحلي من خلال العمل مع كبريات الشركات في المملكة مثل شركة سابك والتي تنتج المادة الخام المستخدمة في صناعة الستر والخوذ والألواح الواقية من الرصاص ويتم تصديرها لشركات أجنبية والتي بدورها تقوم بتحويلها منتجاً نهائياً.. ما تم إنجازه اليوم لم يكن ليتحقق لولا الدعم والتشجيع المتواصل من قائد نهضتنا سمو ولي العهد وكافة القطاعات المدنية والعسكرية والتي تسير في نهج واحد بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية وطن . * المدير العام لمصنع مشاريع الدفاع للصناعات العسكرية