لعل من نافلة القول الاستشهاد بقول الشاعر المتنبئ: "وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً .. كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ" على مبادرة نوعية غير مسبوقة أطلقها منتسبو هيئة السياحة والتراث الوطني مع الجمعية الخيرية للعناية بمساجد الطرق وتكفلهم ببناء مسجد من الاقتطاعات الشهرية لفترة يسيرة من الزمن ليجتمع قرابة النصف مليون ريال لإنشاء هذا الصرح الديني الذي تعلقت به قلوب العباد وتزينت به الطرق والبلاد، وتم افتتاحه هذا الأسبوع بحضور المعنين في الجمعية وبعض منتسبي الهيئة ويقع على الطريق بين الطائفومكةالمكرمة، وهو أحد الطرق الرئيسة التي تخدم الحجاج والمعتمرين من داخل الوطن وخارجه، ومن ضمن مكونات محطة وقود تعتبر من كبرى المحطات التي تخدم المسافرين. ولهذا المسجد قصة نجاح تكتب بمداد من نور للرئيس الفخري للجمعية والرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السابق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي زار أحد المساجد التي أنشأتها الجمعية قبل عامين وقبل أن يقبل الرئاسة الفخرية للجمعية وعند عرض المبادرة عليه وافق بالقبول المباشر، وقال ما سينقص من المبلغ سأكمله بنفسي، ولكن لدينا كما يقول سموه الكريم زملاء في هيئة السياحة يسابقوننا على فعل الخير والبحث عن أفضل السُبل لتحقيقه وهذا ما أراهن عليه في كل المناسبات، وذاك اليوم كان من الأيام المشهودة لمجلس إدارة الجمعية وإدارتها التنفيذية لأن سموه قبل في اللقاء بالرئاسة الفخرية والالتزام ببناء مسجد من الاقتطاعات الشهرية لمنتسبي الهيئة مع التكفل ببناء مسجد كبير على نفقة سموه خصصه لوالديه وإخوانه - رحمهم الله - وأطال في عمر خادم الحرمين الشريفين على طاعته ورضاه، وسيتم افتتاح المسجد قريباً على الطريق المهم والحيوي الرابط بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ختاماً.. لقد كان الدافع دون شك لمنتسبي هيئة السياحة والتراث الوطني في إنجاز تلك المبادرة الرائدة وغير المسبوقة هو تحقيق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة" وهذا ما نجزم أن عليه جميع منتسبي الإمارات والوزارات والهيئات الحكومية والذي نتطلع - بإذن الله تعالى - أن يكون لمنتسبي كل جهة مسجد أو أكثر يبنى على نفقة منتسبيها في تفاعل كريم لا يكلف الموظف إلا مبالغ يسيرة جداً، وسيشاهد من خلال الاقتطاعات الشهرية له ولزملائه كيف صنع القليل الكثير وساهم في تغيير الصورة الذهنية غير الكريمة التي كانت عليها مساجد الطرق، وكذلك الكيانات الكبرى من قطاعات الأعمال كصندوق موظفي سابك "بر" الذي سبق وتكفلوا ببناء مسجد وجامع في وقت سابق مع الجمعية وتم افتتاحه والصلاة فيه ونفعه الذي عم كل سالكي الطرق التي تقع عليه وساهموا مشكورين في حمل وعثاء السفر عن المسافر وإبعاد كآبة المنظر عنه مقدراً المجتمع والجمعية ذلك وممتنين له.