بيت شعر عتاب من قصيدة الإمام الشافعي - رحمه الله -: إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا هذا هو حال بعض الناس قبل أكثر من ألف وثلاث مئة سنة من الزمن فكيف هو حالهم اليوم، تغيرت الطبائع، وتبدّلتْ النفوس، وتلوّنت الوجوه ولبست أقنعة، وعلتْ ظاهرة الأنا والنرجسية، وصغرت دائرة التعارف وتصدّع جدار الاحترام، ومضي كل إنسان في طريق مختلف ومع هذه النظرة السوداوية التشاؤمية تحتفظ شريحة من الناس بالقيم الدينية والإسلامية والاجتماعية. من الطبيعي ومع مرور السنوات نتغير، نحب ما نكره، ونكره من نحب وذلك حسب أولوياتنا ومصالحنا، وحين تجبرنا ظروفنا وحين تُدار الظهور وتسقط أوراق الخريف حينها يغرد كل إنسان في سماه، أليس مؤلماً أن نتغير سلبياً، الجمال كل الجمال في التغير الإيجابي، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، من المعلوم إن التغير يبدأ من الداخل، من داخل الإنسان وهذا التغير ينعكس على السلوك الخارجي، الزمن لمْ يتغير ولن يتغير نحن من نتغيّر، نحن من غيرنا المفاهيم وتجاوزنا خطوط القيم الحمراء، نحن من جمّلنا القبيح، وبشعنا الجميل، ومدحنا ولمعنا وأرسلنا باقات الورد لمن لا يستحق، لكنه يستحقها مع مفهوم الأنا، جميل وجميل جدًا أن نترك ونبتعد عمن لا يرعانا إلا تكلفا، فهل نستطيع؟ ومن يستطيع؟ ربما هناك شريحة صغيرة من المجتمع تستطيع. "الزمن الجميل".. شخصيا لا أحب هذه العبارة فكل زمن من أعمارنا جميل، جميل بجمال من نأنس لهم ونحبهم ونقدرهم ويقدروننا، فالزمن هو الوقت والوقت لا يتغير، عموما هو مصطلح والمصطلح له تعريفاته المختلفة، وربما هو جميل حيث الناس في ذلك الزمن، ربما قبل خمسين سنة يراعون بعضهم ويخافون على بعضهم ويسألون عن بعضهم البعض، ويطعمون بعضهم البعض، ويزورون مرضاهم، ويقفون على حاجاتهم دونما تكلّف، التكلّف في حياتنا الاجتماعية وعلى كافة الأصعدة يصادم الفطرة الإنسانية، لكن الإنسان يحب ويعشق أن يتكلف من أجل المظاهر الخداعة والعبارات الرنانة، إنه تكلف في غير محله، ومنافٍ للقيم الإسلامية والقيم الاجتماعية النبيلة، أستغرب من البعض حين يسمعون من يمتدحهم بخصال ومزايا ليست موجودة في طبائعهم، أليس هذا تكلفا وتلميعا غير مستحق؟، أليس هذا باب الزيف والنفاق والمصلحة الشخصية والاختفاء حين تنهي المسرحية؟.