الطاقات البشرية هي الطاقات المستثمرة في الدول الصناعية المتقدمة، والرهان الرابح في ميدان التنافس وتحقيق الكفاءة والفاعلية بين المنظمات العالمية؛ فجميع المنظمات تبحث جاهدة عن تحقيق المراكز الأولى ما بين المنظمات الأخرى من خلال استقطاب الكفاءات الاحترافية التي تضيف فارقا لها لكي تتفوق على منافسيها وتحقق مركزا استراتيجيا متقدما لها، وتنفق الغالي والنفيس في سبيل توقيع العقود والاتفاقيات مع الطاقات البشرية المحترفة في جميع التخصصات حسب مجال هذه المنظمة مما جعل التنافس على أشده في دفع رواتب فلكية للطاقات البشرية المحترفة لكسبهم وضمهم إلى منظماتهم. فنحن في زمن الاحتراف الوظيفي، أصبح الموظف يطور مهنته بشكل احترافي سواء عن طريق منظمته أو بجهد ذاتي وشخصي من خلال الاستثمار الأمثل في مهاراته وقدراته وإمكاناته، للحصول على عقود مرضية، لأنه يعلم أن احترافيته هي من تسوق له وهي من تضعه في مصاف الطاقات البشرية الرائدة والاحترافية التي تفرض نفسها على المنظمات. مما نشأ في أوساط المنظمات ما يسمى (الإبداع التنظيمي) وهو المحرك الرئيس للميزة التنافسية للمنظمات والإبداع على مستوى المنظمة: هو الإبداع الذي يتم التوصل إليه عن طريق الجهد التعاوني والجماعي للطاقات البشرية المحترفة داخل المنظمة. وقائد المنظمة المحترف هو من يكون محركاً ومؤثراً في سلوك الطاقات البشرية داخل المنظمة لتوجيههم نحو تحقيق غايات وأهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية عالية أو استقطاب الطاقات البشرية المحترفة لصناعة ذلك التميز والابتكار حيث إن هذه المكتسبات والمقدرات البشرية هي من تصنع الميزة التنافسية في منتجات المنظمة (معرفية - مادية) حكومية أو أهلية. استوقفني كثيراً توجه المنظمات الحكومية والأهلية العالمية في المنافسة على هذه الطاقات البشرية، جعلتني أقف بعين المحلل والناقد والمحترف في ذلك الأمر ولكني اطمأننت عندما وجدت المملكة في مقدمة تلك المنظمات من خلال رؤيتها 2030 الاحترافية وأصبح السوق السعودي للعمل لن يرضى إلا بالمحترفين في أي مجال من مجالات سوق العمل. لقد رأينا في جميع الأنشطة التي نفذت في التحول الوطني لا ترضى إلا بالطاقات البشرية المحترفة سواء شركة منفذة أو أفراد، فقد حان الوقت لأن يستثمر كل فرد في المجتمع السعودي في نفسه من خلال تطوير مهاراته وإمكاناته وقدراته والأبواب مسدلة على مصراعيها من خلال جميع المنظمات الحكومية والأهلية التي أصبحت برامجها عالمية وتنافسية مثل مؤسسة "مسك" وغيرها من المنظمات الاحترافية الرائدة داخل المملكة لأن قاعدة رؤية 2030 هي (لا بقاء إلا للمحترفين في سوق العمل السعودي) وأكبر طاقة بشرية رائدة واحترافية في هذا الكون هو سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - الذي صنع الاحترافية في هوية المملكة ما بين الدول وصورة الذهنية في عقول العالم وجعل العالم بأسره يتحدث بعين العجب في النقلة النوعية والتحول السريع لبلادنا ونهضتها الاقتصادية المحترفة.