الحقيقة التي يحسن التذكير بها إبتداءً؛ أن الشخص ذا الإعاقة بطبيعته هو الإنسان ذاته، إذ أن الإعاقة حالة وعارض ليست من سمات الشخص ولا جزء منه، فقد يعاني بعض الأشخاص من عاهات صحية وبدنية وحسية ونفسية وذهنية وعقلية، والذي معه قد يحتاج البعض إلى كراسٍ متحركة لتنقلهم، والبعض الآخر بحاجة إلى العصا البيضاء لدلالته، كما أن البعض قد يحتاج أيضاً إلى تقنية مساعدة، هذا مثلما يحتاج البعض منا إلى نظارات للقراءة، أو دواء لعلاج الألم، أو جهاز الاستنشاق لعلاج الربو، فهي أدوات ووسائل تجعلنا نتكمن من الوصول إلى أهدافنا ومراداتنا. وبالتالي فالواجب هنا ألا يمنعك ضعف صحتك أو إصابتك بأي إعاقة من العمل، والاندماج الاجتماعي والمشاركة في الحياة الثقافية والسياسية والعامة. عليه جاء ثمي وموضوع هذا اليوم العالمي لهذا العام واتخذ شعار: «المستقبل يمكن الوصول إليه» إذ أنه يتعين علينا أن نتطلع معًا نحو مستقبل لا تعد فيه الحواجز المادية والنفسية التي تقف في طريق الأشخاص ذوي الإعاقة موجودة. اليوم العالمي للإعاقة هذا العام جاء للتأكيد على العمل لتحديد العوائق البيئية والاجتماعية والنفسية، والتذكير بأن المجتمع هو المسؤول الأول الذي أوجد تلك الحواجز التي قد تعيق الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول الميسّر لحقوقهم، لذا يتعين علينا جميعاً على مستوى الدول والمجتمعات العمل معًا للتغلب على تلك الحواجز، إذ أنه من المتعذر أن نستأصل كافة تلك العاهات، لكننا من خلال التغلب على تلك العوائق والحواجز نستطيع أن نعزز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ونرتقي بها. علينا هنا أن نتصور مستقبلاً يمكن للناس الوصول إلى المرافق العامة والخاصة والمباني دون استخدام الدرج؛ ويمكن للشخص ذي الإعاقة أيضاً الوصول من خلال منحدر إلى الشاطئ، أو يمكن الحصول على وظيفة دون مواجهة للتمييز، أو يمكن الوصول إلى الفصول الدراسية السائدة للجميع، وأيضاً الوصول إلى المعلومة دون وسيط، جدير بالذكر أن الوصول الشامل هو العمود الفقري الذي ترتكز عليه حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فالعمل من أجل مستقبل يمكن الوصول إليه؛ هو مسؤولية الجميع؛ الحكومات والمؤسسات والأفراد، من هنا ندعو إلى تبني رؤية واضحة لإنشاء مستقبل واعد يطالب فيه بعدم استبعاد الناس بسبب إعاقاتهم، فلنتبع جميعاً الحواجز النفسية والتضاريس المادية أينما نراها، ونعمل معاً للتغلب عليها. * عضو مجلس الشورى